بوتين يستعد للقاء ترامب وتوقيع اتفاق استراتيجي مع إيران
سيول تعلن مقتل 300 جندي كوري شمالي بأوكرانيا وزيلينسكي يعرض تسليم كيم أسيرين
في خضم حرب أوكرانيا، التي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وشردت الملايين وأثارت أكبر قطيعة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، كشف الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي المنتخب دونالد ترامب عن رغبة مشتركة في عقد قمة خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن بوتين أبدى مراراً استعداده للتواصل مع جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، بشأن تأمين إنهاء الصراع، موضحاً أنه لا توجد استعدادات محددة حتى الآن لعقده اجتماعاً مع ترامب، لكن هناك تفاهماً وإرادة سياسية لعقد هذا اللقاء.
واعتبر الكرملين أن مسألة الضمانات الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا ستكون جزءً أساسياً من أي تسوية محتملة بين الطرفين لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو 23 شهراً.
وقبل ساعات، توقع مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية القادمة مايكل والتس أن يجري ترامب اتصالاً هاتفياً في غضون أيام أو أسابيع ببوتين معتبراً أنه سيكون خطوة وسيتم التحرك انطلاقاً منها.
وقال والتس، أمس، إن الحرب أصبحت «مطحنة لحم للبشر والموارد» على غرار الحرب العالمية الأولى مع «تداعيات حرب عالمية ثالثة، والجميع يعلم أن هذا يجب أن ينتهي بطريقة دبلوماسية».
وأضاف: «لا أعتقد أن من الواقعي أن نقول إننا سنطرد جميع الروس من كل الأراضي الأوكرانية، حتى شبه جزيرة القرم. لقد اعترف الرئيس ترامب بهذه الحقيقة، وأعتقد أنها خطوة كبيرة إلى الأمام أن يعترف العالم بأسره بهذه الحقيقة. الآن دعونا نمضي قدماً».
ويوم الخميس، أعلن ترامب، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا «خلال 24 ساعة»، إنه يحضر للقاء مع بوتين «لإنهاء» النزاع.
واتهم الكرملين إدارة الرئيس جو بايدن بأنها تسعى إلى ترك «إرث سلبي» لفريق ترامب الذي سيتم تنصيبه رسمياً في 20 يناير الجاري. وأشار إلى أنه «من السابق لأوانه» الحديث عن تغييرات في سياسة واشنطن تجاه الصراع الأوكراني قبل تنصيب ترامب.
وحذر الكرملين من أن الجولة الأحدث من العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الروسي ربما تؤدي إلى زعزعة استقرار أسواق النفط والطاقة العالمية وإن موسكو ستفعل كل ما في وسعها لتقليل تأثيرها.
وفي تطور موازٍ، أعلن الكرملين أن بوتين سيوقع معاهدة «شراكة استراتيجية شاملة» مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته لموسكو يوم الجمعة.
وقال الكرملين: «في 17 يناير، سيجري فلاديمير بوتين محادثات مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان الذي سيأتي إلى موسكو في زيارة رسمية»، مضيفاً أن الزعيمين «سيوقعان معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة» بين البلدين.
وقال الكرملين، إن الرئيسين سيناقشان خيارات لتوسيع نطاق العلاقات بين موسكو وطهران بشكل أكبر، منها خيارات في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والخدمات اللوجستية والمجالات الإنسانية.
كوريا الشمالية
ميدانياً، قتل نحو 300 جندي كوري شمالي من بين أكثر من عشرة آلاف أرسلتهم بيونغيانغ لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا حسب معلومات كورية جنوبية.
وقال النائب الكوري الجنوب لي سيونغ-كوين إن معلومات جهاز الاستخبارات في سيول «تشير إلى أن عدد الضحايا في صفوف القوات الكورية الشمالية تجاوز 3 آلاف، بينهم نحو 300 قتيل و2700 جريح».
وكشف النائب أن «ملاحظات عثر عليها بحوزة جنود قتلى تشير إلى أن السلطات الشمالية مارست ضغوطاً عليهم للانتحار»، بما في ذلك بـ«تفجير أنفسهم قبل وقوعهم في الأسر».
واعتبر النائب أن ترامب «يمكن أن يدفع من أجل الحوار مرة أخرى» مع كوريا الشمالية، بعد أن التقى بالزعيم كيم جونغ أون في عام 2018 خلال ولايته الأولى.
بدوره، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لتسليم جنديَّيْن كوريين شماليين أسرتهما قواته في منطقة كورسك إلى زعيمهم كيم جونغ أون إذا تمكن من تنظيم تبادلهما مع أسرى في روسيا».
وفي ألمانيا، سلم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس رمزياً أول دفعة من مدافع هاوتزر الجديدة من طراز «آر سي إتش 155» إلى السفير الأوكراني أوليكسي ماكييف.
وقال بيستوريوس في كاسل، حيث تنتج شركة «كيه إن دي إس» نظام الأسلحة: «أوكرانيا يمكنها الاعتماد علينا، وهذه هي الإشارة. وألمانيا مستعدة لتحمل المسؤولية في أوروبا».
إلى ذلك، اتهمت روسيا اليوم، أوكرانيا بشن هجوم بواسطة مسيرات على محطة لتوزيع الغاز تابعة لخط توركستريم، الوحيد لنقل الغاز إلى أوروبا بعد توقف عمليات النقل عبر الأراضي الأوكرانية في الأول يناير وتخريب خط نورد ستريم في 2022.
وأورد الجيش الروسي، في بيان، أن «نظام كييف حاول شن هجوم بتسع مسيرات» على محطة لتوزيع الغاز تابعة لخط أنابيب توركستريم في منطقة كراسنودار بجنوب غرب روسيا «لتعليق إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية»، مشيرا إلى إسقاط جميع المسيرات بدون تعطيل عمل المحطة.
في المقابل، أعلن سلاح الجو الأوكراني أن القوات الروسية شنت هجمات ليل الاثنين- الثلاثاء، باستخدام 110 طائرات مسيرة من طراز شاهد الإيرانية وعدة طرازات زائفة أخرى، تم إطلاقها من مناطق ميلروفو وأوريول وبريانسك وبريمورسكو-أختارسك الروسية وتسببت بأضرار في مباني تجارية ومؤسسات ومنازل الخاصة ومركبات جراء حطام الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها في مناطق سومي وكييف وجيتومير وزابوريجيا.