انفراجة في مفاوضات غزة وساعات حاسمة للاتفاق
إسرائيل خسرت أكثر من 34 مليار دولار منذ 7 أكتوبر
قبل نحو أسبوع على تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سلّم الوسطاء إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية «مسودة نهائية» لاتفاق يوقف الحرب في قطاع غزة إثر «انفراجة» تحققت بعد منتصف ليل الأحد ـ الاثنين في محادثات حضرها مبعوث ترامب الى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حسبما كشف مسؤول مطّلع على المفاوضات لوكالة رويترز.
وقال المسؤول إن قطر قدمت للجانبين مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن خلال محادثات في الدوحة جرت بمشاركة رئيسَي «الموساد» والـ «شين بيت» ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن.
وذكرت «رويترز» أن ويتكوف وبريت ماكغورك (مبعوث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن) شاركا في المحادثات. ونقلت «رويترز» عن المسؤول قوله إن «الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة في التوصل إلى الاتفاق».
ونقلت هيئة البثّ العامة الإسرائيلية (راديو كان)، أمس، عن مسؤول إسرائيلي القول إن وفدَي إسرائيل و»حماس» في قطر تلقيا مسودة الاتفاق، وإن الوفد الإسرائيلي أطلع زعماء إسرائيل عليه. ولم تردّ إسرائيل ولا «حماس» ولا وزارة الخارجية القطرية على طلبات للحصول على تأكيد أو تعليق. وأشار مسؤولون من الجانبين إلى إحراز تقدم في المحادثات، لكن من دون تأكيد التوصل إلى مسودة نهائية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الاتفاق قد يتم إبرامه في غضون أيام قليلة إذا ردّت «حماس» على الاقتراح. وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات إن المعلومات الواردة من الدوحة «مشجعة للغاية»، وأضاف: «جرى تقريب وجهات النظر، في دفعة كبيرة وقوية للانطلاق نحو اتفاق إن شاء الله إذا ما استمرت الأمور بشكل جيد».
وتبذل الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود وساطة منذ أكثر من عام لإنهاء الحرب في قطاع غزة، لكن من دون نتيجة حتى الآن.
واتفق الجانبان منذ شهور بشكل عام على مبدأ وقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» والإفراج عن فلسطينيين معتقلين في سجون إسرائيل.
لكن «حماس» تصرّ على أن الاتفاق لا بُد أن يؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، في حين قالت إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى يتم القضاء على «حماس» تماما.
ويُنظر على نطاق واسع في المنطقة إلى تنصيب ترامب في 20 الجاري باعتباره موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق.
وحذّر الرئيس الأميركي المنتخب من أن «أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها» إذا لم يُفرج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه. كما ضغط بايدن بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل مغادرته المنصب.
وقال المسؤول المطّلع على المفاوضات إن المحادثات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، إذ تولى ويتكوف مهمة حثّ الوفد الإسرائيلي في الدوحة على الموافقة، بينما تولى رئيس الوزراء القطري دفع مسؤولي «حماس» للتوصل إلى اتفاق. وأضاف المسؤول أن رئيس المخابرات المصرية، حسن رشاد، كان أيضا في العاصمة القطرية من أجل المحادثات.
وسافر ويتكوف إلى قطر وإسرائيل عدة مرات منذ أواخر نوفمبر. وكان في الدوحة يوم الجمعة، وسافر إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السبت، قبل العودة إلى الدوحة.
وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدّث أمس الأول مع نتنياهو و«شدد على الحاجة الفورية لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية، وهو ما سيتحقق مع وقف القتال بموجب الاتفاق».
وذكرت السلطات الصحية الفلسطينية أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع قتلت منذ ذلك الحين أكثر من 46 ألفا. كما تسببت الحرب في تدمير أغلب القطاع وتشريد معظم سكانه ونشوب أزمة إنسانية طاحنة.
وانتقد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أمس، المقترحات الأحدث باعتبارها صفقة «استسلام»، وقال في بيان «الاتفاق الذي يجري العمل عليه كارثة على الأمن القومي لدولة إسرائيل».
ولم تتوقف إراقة الدماء في قطاع غزة أمس، وقال مسعفون إن ضربات عسكرية إسرائيلية قتلت 21 على الأقل من بينهم 5 قتلوا في ضربة إسرائيلية على مدرسة في مدينة غزة تؤوي أسرا نازحة.
كما تصاعدت حدة القتال في الأشهر الماضية عند الطرف الشمالي للقطاع، حيث تقول إسرائيل إنها تحاول منع حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفها، بينما يتهمها الفلسطينيون بالسعي إلى إقامة منطقة عازلة دائمة خالية من السكان.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، أبوعبيدة، إن مقاتلين من الحركة هاجموا القوات الإسرائيلية في المنطقة وقتلوا 10 جنود على الأقل وأصابوا العشرات خلال الـ 72 ساعة الماضية. وأكدت إسرائيل السبت مقتل 4 من جنودها، وقالت وزارة المالية الإسرائيلية، أمس، إن إسرائيل تكبدت ما يصل إلى 125 مليار شيكل (34.09 مليار دولار) منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.