زيارة الأمير لبريطانيا مرحلة مهمة في مسيرة العلاقات
سموه وصل إلى المملكة المتحدة في زيارته الأولى بعد توليه الحكم تلبية لدعوة شخصية من الملك تشارلز
وصل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه، عصر أمس، إلى اسكتلندا بالمملكة المتحدة الصديقة، تلبية لدعوة شخصية من ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية الصديقة تشارلز الثالث.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار ممثل الملك لمنطقة ايرشير وارن اللورد ايونا مكدونالدز والمدير التنفيذي للشراكة في مؤسسة الملك وهايجروف هاوس قسطنطين إينيميه والمدير التنفيذي للتطوير في المؤسسة كولن ماكنزي بلاكمان وسفير الكويت لدى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية بدر المنيخ.
ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلاً من وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا، وكبار المسؤولين بالديوان الأميري ووزارة الخارجية.
وقد غادر صاحب السمو أمير البلاد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن، صباح أمس، متوجها إلى اسكتلندا، المملكة المتحدة الصديقة، وذلك تلبية لدعوة شخصية من ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية الصديقة تشارلز الثالث.
الزيارة تعكس قوة الوشائج التاريخية والصداقة الوطيدة بين الأسرتين الحاكمتين والشعبين الصديقين
وكان في وداع سموه على أرض المطار سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، ورئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود، وسمو الشيخ الدكتور محمد الصباح، وسمو الشيخ أحمد النواف، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، وكبار المسؤولين بالدولة.
مرحلة مهمة
وتمثل زيارة صاحب السمو إلى المملكة المتحدة مرحلة مهمة في مسيرة العلاقات التاريخية الوثيقة الممتدة بين البلدين 125 عاما.
وتعد هذه الزيارة الأولى لسمو الأمير إلى المملكة المتحدة منذ تولي سموه مقاليد الحكم في 20 ديسمبر عام 2023 خلفا لسمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه.
وسبق لسمو أمير البلاد أن زار المملكة المتحدة، حينما كان سموه وليا للعهد 4 مرات كانت الأولى في 18 سبتمبر 2022 ممثلا عن سمو أمير البلاد الراحل لتقديم واجب العزاء بوفاة ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية، حيث التقى سموه خلالها الملك تشارلز الثالث.
العلاقات تستند إلى أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والعالمية
وجاءت زيارة سموه الثانية إلى بريطانيا في السادس من مايو عام 2023 ممثلا لسمو أمير البلاد الراحل لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز ملكا المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية.
وأعقبت تلك الزيارة زيارة ثالثة في 28 أغسطس عام 2023 تلبية لدعوة رسمية من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، حيث شمل سموه برعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى الـ 70 لتأسيسه، فيما كانت الزيارة الرابعة في 24 أكتوبر عام 2023 تلبية لدعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث.
البلدان يسعيان إلى تدشين حوارات استراتيجية ووضع خريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقاً
وتعكس زيارة سمو أمير البلاد إضافة إلى الزيارات المتبادلة التي يقوم بها حكام الكويت وملوك بريطانيا إلى البلدين الصديقين قوة الوشائج التاريخية والصداقة الوطيدة بين الأسرتين الحاكمتين والشعبين الصديقين ومتانة العلاقات بينهما التي تتسم بالتطور المستمر في جميع المجالات.
مصالح مشتركة
وتستند العلاقات بين البلدين إلى أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتنسيق حيال القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك واستثمار الصلات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية التي تجمع بينهما في تعزيز أواصر تلك العلاقات وترسيخها.
وتطورت العلاقة بين البلدين خلال العقود الماضية بصورة مستمرة فيما أطرتها الاتفاقيات الموقعة بينهما في شتى المجالات التي كان أولاها الاتفاقية الموقعة في يناير 1899 التي مثلت انطلاقة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين الصديقين ودونت عبر تلك السنوات سجلا زاخرا بمجالات متعددة للتعاون والشراكة الاستراتيجية.
وشهدت العلاقات الرسمية بين البلدين الصديقين زيارات متبادلة لحكامهما وكبار المسؤولين فيهما على مدار العقود الماضية كانت أولاها من الجانب الكويتي زيارة الشيخ أحمد الجابر إلى لندن في أكتوبر 1919 إذ كان أول مسؤول كويتي يزور بريطانيا وذلك نيابة عن حاكم البلاد الراحل الشيخ سالم المبارك لتهنئة ملك بريطانيا الملك جورج الخامس بانتصار بريطانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى.
ثم زار الشيخ أحمد الجابر بريطانيا في منتصف عام 1935 حينما كان أميرا للبلاد فيما كانت أول زيارة من الجانب البريطاني زيارة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير الراحل فيليب إلى الكويت في 12 فبراير 1979 تلبية لدعوة رسمية من أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد.
استقلال الكويت
وتميزت العلاقات الثنائية طوال العقود السبعة الأولى من انطلاقتها بالاستقرار حتى جاء عام 1961 الذي بدأ فيه أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم خطوات مهمة باتجاه مرحلة جديدة أكثر عدالة وعمقا في العلاقات بين البلدين عندما خطا بالكويت الخطوات الأولى نحو الاستقلال.
الحكومة البريطانية استمرت في مساعدة الكويت بعد استقلالها في الدفاع عن سلامة أراضيها
وكانت أولى تلك الخطوات في 19 يونيو 1961 عندما أعلن الشيخ عبدالله السالم استقلال الكويت وإلغاء معاهدة 1899 مع بريطانيا فيما استمرت الحكومة البريطانية في مساعدة الكويت في الدفاع عن سلامة أراضيها من الأطماع الخارجية وأرسلت قواتها العسكرية إلى الكويت حين كانت تتهددها الأطماع العراقية.
وحينما حدثت كارثة الغزو العراقي للكويت عام 1990 شكلت المملكة المتحدة الحليف الأول للولايات المتحدة الأميركية في موقفها الرافض للعدوان العراقي وفي تحركها العسكري نحو تحرير الكويت.
مجموعة التوجيه المشتركة
وتؤدي مجموعة التوجيه المشتركة الكويتية - البريطانية التي تشكلت عام 2012 وتعقد اجتماعات نصف سنوية دورا بناء ومهما في ترسيخ العلاقات الثنائية وتحويل ما تم الاتفاق عليه الى واقع يحقق مصلحة البلدين.
وتتضمن أبرز المجالات التي تبحثها اجتماعات المجموعة التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والتعليمي إضافة إلى التعاون في البرامج الإنمائية المتعلقة بتحول الطاقة والمناخ والبيئة والأمن الغذائي والتعاون في مجال الصحة الذي يتضمن القطاع الدوائي ورقمنة القطاع الصحي وبرامج تدريب الطواقم الطبية.
واستمرارا لحرص البلدين على تعزيز تلك العلاقات فقد قررا في يناير الماضي اعتبار 2024 (عام الشراكة الكويتية ـ البريطانية) بموجب الاتفاقية الموقعة في 29 أغسطس 2023 على هامش زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة المتحدة حينما كان سموه وليا للعهد.
مواجهة التحديات
وصدر في ذلك الشهر من عام 2024 بيان مشترك عن وزارتي الخارجية الكويتية والبريطانية أكدتا فيه أن العلاقة الوثيقة والمتجذرة بين البلدين الصديقين نمت بشكل مطرد على مدار 125 عاما و»شهدت خلالها دعما وتعاونا مشتركا لمواجهة مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية وللدفاع عن قيمنا المشتركة وتعزيزها».
ويسعى البلدان من خلال الزيارات المتبادلة والاجتماعات الدورية إلى تدشين حوارات استراتيجية عديدة ووضع خريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقا لعلاقاتهما استكمالا للمسيرة التاريخية من التعاون والعمل المشترك وترجمة للتطلعات الثنائية الطموحة وتحقيقا للرؤية المشتركة لقيادتيهما نحو افاق أرحب تحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
قال سفير الكويت لدى المملكة المتحدة بدر المنيخ، أمس، إن زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى اسكتلندا تلبية لدعوة شخصية من ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية تشارلز الثالث تعد تتويجاً للعلاقات الراسخة بين الكويت والمملكة المتحدة، وختاماً لفعاليات الاحتفال بذكرى مرور 125 عاماً على الشراكة الكويتية - البريطانية العام الماضي الذي شهد العديد من الفعاليات والأنشطة في كلا البلدين.
وأضاف السفير المنيخ لـ»كونا» وتلفزيون دولة الكويت، أن زيارة سمو أمير البلاد إلى مقر سكن الملك تشارلز في بيت (دمفريس هاوس) في مقاطعة ايرشير الاسكتلندية تحمل أبعاداً كثيرة، فهي تعكس حجم الروابط القوية الراسخة ما بين الكويت والمملكة المتحدة، وتعكس من جانب آخر خصوصية العلاقة القائمة ما بين الأسرتين الحاكمتين في الكويت والمملكة المتحدة.
وأشار إلى أن زيارة سموه ستعزز من دعائم العلاقات القائمة بين البلدين وستهيئ الأرضية لتعزيزها في كل المجالات.
وأكد أن العلاقة الخاصة والصداقة القائمة بين سمو أمير البلاد والملك تشارلز الثالث لهما تأثير إيجابي وهي بمنزلة دافع قوي لتعزيز العلاقات ما بين دولة الكويت والمملكة المتحدة، إذ أخذت تخطو خطى ثابتة وتتسع في كل المجالات.
وأعرب السفير المنيخ عن تطلعه بأن تشهد العلاقات بين البلدين بعد هذه الزيارة تعاوناً يمتد إلى مجالات أخرى.
وأوضح أن هناك دعائم تعزز العلاقات بين البلدين منها العلاقة الخاصة ما بين سمو أمير البلاد والملك تشارلز الثالث والعلاقات التاريخية بين البلدين التي تمتد أكثر من 250 عاماً قبل توقيع اتفاقية الحماية (الأنجلو - كويتية) في عام 1899
وبين أن إحدى هذه الركائز تتمثل في التواصل الشعبي عبر الزيارات المتبادلة لشعبي البلدين، إضافة الى وجود أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في المملكة المتحدة وهو أكبر عدد مقارنة ببلدان أخرى.