لبنان: سلام يرسم ملامح بيان وزاري إصلاحي وواقعي

عون ورئيس الحكومة المكلف يبعثان رسائل طمأنة لـ «الثنائي» وسط تحذير من عرقلة التأليف

نشر في 15-01-2025
آخر تحديث 14-01-2025 | 19:49
دردشة بين عون وسلام بحضور بري في القصر الرئاسي ببعبدا أمس           (رويترز)
دردشة بين عون وسلام بحضور بري في القصر الرئاسي ببعبدا أمس (رويترز)
رسم رئيس الحكومة المكلف نواف سلام ملامح بيان وزاري إصلاحي لحكومته العتيدة، وسعى مع رئيس الجمهورية جوزيف عون لطمأنة الثنائي الشيعي، إلى عدم وجود أجندة لإقصاء أحد، فيما سيكون التحدي الأكبر أمام سلام هو نيل الثقة من البرلمان المشكل من الأحزاب، فيما يطمح هو إلى تشكيل حكومة تكنوقراط للقيام بالإصلاحات.

أرخى انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتكليف القاضي الإصلاحي نواف سلام تشكيل حكومة ارتياحاً لدى معظم اللبنانيين، لا سيما أن خطاب قسم رئيس الجمهورية، وخطاب التكليف لرئيس الحكومة اشتملا على كل ما طالب به اللبنانيون في تحركاتهم وتظاهراتهم خصوصاً في محطة «ثورة 17 تشرين» التي طالبت بإصلاح اقتصادي وسياسي حقيقي وبناء دولة تقوم على القانون والمؤسسات وتتخلص من كل هيمنة وتبعية وكل الظواهر الخارجة عن سلطة الدولة.

وفي قصر بعبدا وبعد اجتماعه مع رئيسي الجمهورية جوزيف عون، ومجلس النواب نبيه بري كشف رئيس الحكومة المكلف نواف سلام رؤيته للمرحلة المقبلة راسماً ملامح بيان وزاري سيادي وإصلاحي وواقعي لحكومته العتيدة، فتعهد بالعمل على بناء دولة القانون والمؤسسات و«بسط سلطة الدّولة اللّبنانيّة على كامل أراضيها، بواسطة قواها الذاتية».

وركّز على أهمية «تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة»، مشددا على أنه «آن الأوان لـ«نفض» الإدارة التي قامت على «الزبائنيّة».

وتعهد بـ «تحقيق العدالة لضحايا انفجار مرفأ بيروت وإنصاف المودعين الذين خسروا أموالهم».

وأكد سلام «العمل على التّنفيذ الكامل للقرار 1701 وبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من أراضينا».

وبين النقاط التي أشار إليها سلام هو التعاون وأنه ليس من أهل الإقصاء في إشارة إلى تصريحات رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد الذي تحدث عن إقصاء. وقال: «أصغيت بالأمس إلى بعض الهواجس، وأنا بفطرتي وممارستي السّياسيّة لستُ من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة، ولا من أهل الاستبعاد بل من أهل الشراكة الوطنيّة، ويداي ممدودتان للجميع من أجل البدء بالإصلاح كي لا يشعر أي مواطن بالتهميش».

وعلى الرغم من حالة الغضب لدى الثنائي الشيعي، فإن اتصالات عدة جرت للتهدئة وتبريد الأجواء، خصوصاً أن اللقاء بين الرؤساء في قصر بعبدا كان إيجابياً ويُبنى عليه، فيما تقول مصادر قريبة من الثنائي الشيعي، إن كلمة رئيس الحكومة المكلف مبشرة وإيجابية وتفتح المجال أمام التعاون والتفاهم، وهو ما سيحصل في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي سيدعو إليها الرئيس المكلف في مجلس النواب يومي الأربعاء والخميس وسيستمع خلالها لطروحات الكتل وآرائها وسيكون منفتحاً على الجميع.

وتكشف مصادر متابعة عن اجتماعات عديدة عقدت بين ثنائي أمل وحزب الله، للبحث في كيفية التعامل مع ما جرى، وإذا كانا سيشاركان في الحكومة أم يقاطعانها، وبحسب المعلومات فإنه تم التوافق على المشاركة في الاستشارات وطرح رؤيتهما ووجهة نظرهما وبناء على مدى التجاوب مع الرئيس المكلف حينها يتخذ القرار بالمشاركة في الحكومة من عدمه.

لكن مصادر أخرى تتحدث عن نية سلام تشكيل حكومة تكنوقرط غير حزبية وأنه سيتشاور مع الأحزاب لكن لن يسمح للأحزاب بطرح أسماء الوزراء عليه. ويبقى التحدي الأكبر أمام سلام هو كيفية ضمان نيل الثقة من البرلمان المشكل من كتل حزبية في حال لم يمنح هذه الأحزاب ما تريد.

بدوره، أكّد رئيس الجمهورية جوزيف عون، في تصريح أمام وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أنّه «لدينا اليوم فرص كبيرة جدا علينا استغلالها معا ولا وقت لتضييعه ولا يجب وضع أية عراقيل في وجه تشكيل الحكومة».

وقال خلال لقائه نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، إنّه «علينا توجيه رسائل إيجابية إلى الخارج بأن لبنان قادر على حكم نفسه وتنفيذ إعادة الاعمار بشفافية وبناء دولة ننادي بها جميعا»، مضيفا «إذا انكسر مكون ينكسر لبنان بأسره وما حصل بالأمس عملية ديموقراطية أوصلت الى نتيجة معينة والمصلحة العامة هي الأهم».

وشدد عون على أنّ «الدولة والشعب اللبناني مسؤولان عن تحمل عبء الصراع مع إسرائيل».

من جانبه، قال الشيخ الخطيب «السلاح ليس مقدسا لدينا بل وحدة البلد وكرامة الشعب»، وتابع: «لم يكن ولن يكون لدينا مشروع سياسي خاص بل نحن وسائر اللبنانيين بحاجة للامان والاستقرار».

وتلقى الرئيس عون اتصالا من أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، هنأه فيه بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا له التوفيق في مسؤولياته، وللبنان كل الخير والازدهار. كما تلقى اتصالا من رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي وجَّه له دعوة لزيارة اليونان.

في الموازاة وبعدما دخل الجيش اللبناني سابقاً إلى بعض مراكز «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» المحسوبة على النظام السوري الساقط ومحور إيران، في منطقة البقاع وتحديداً قوسايا، بدأت لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني بعقد لقاءات للبحث في كيفية نزع السلاح الفلسطيني من داخل وخارج المخيمات وتسليمه للدولة اللبنانية في إطار المسار الجديد الذي تسلكه البلاد على طريق سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. ويقول خبراء إن ما يجرى يُدخل لبنان في مرحلة جديدة تماشياً مع التطورات التي تشهدها المنطقة، وتُنذر بتحولات سياسية انعكست في المعادلة التي جرى رسمها لبنانياً. ووسط الترحيب الإقليمي والدولي بالتطورات ينتظر لبنان زيارات لوفود عديدة تبدأ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وسط معلومات تتحدث عن زيارات ستجريها وفود أخرى خليجية وعربية. على أن يتحضر رئيس الجمهورية لزيارة إلى السعودية يتم الإعلان خلالها عن حزمة مساعدات وعن قرار رفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان.

back to top