ستكون سلطنة عمان أول دولة عربية تشرّع قانونا صدر في مارس 2024 ينص صراحة على أنه لا يجوز إدخال DNA لنفي النسب أو إثباته، كما أبلغني الصديق اللواء الدكتور فهد الدوسري وهو الذي يعود إليه الفضل في إدخال قضية الـDNA بموضوع الأسرى بعد إنشاء المختبر المركزي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية عام 2001.

في الكويت، التعامل بالـDNA يتم على مستويين: الأول استخدامه كدليل في الجرائم وإثبات النسب، والثاني عن طريق وزارة الصحة ومركز الأمراض الوراثية، وما زالت المختبرات الخاصة التي تقدم خدمات فحص وتحليل الحمض النووي مقيّدة قانونيا بتحديد النسب أو نفيه، هي فقط تعمل في إطار الكشف عن الأمراض الوراثية، أما الشق الجنائي (الجرائم) فقد أقرت فيه محاكم التمييز الكويتية.

Ad

مناسبة الكلام عن الموضوع سماعي تسجيل حوار تلفزيوني مع مهندس الكمبيوتر السيد فيصل الحشاش الذي زودني به مشكوراً الصديق محمد المعتوق العسلاوي، فالناشط والمهتم جداً «بالشيفرة الوراثية» فيصل الحشاش استهواه هذا العلم وراح يتتبعه إلى أن تراكمت لديه المعرفة وصار خبيراً في فضائه، يقول لقد جاء الفحص الجيني (DNA) ليصحح مفاهيم مغلوطة، منها أن سكان جزيرة العرب ليست أصلاً بل منشأ، مجموعة من الأشخاص عاشوا في هذه البقعة، ويؤكد أن الكويت فيها تنوع جيني، يدل على أنها موطن هجرات لسلالات مختلفة.

فحص الـDNA بات معروفاً ومنتشراً حول العالم، وإن اختلفت استخداماته، لكنه ضروي ونتائجه حاسمة، لا سيما أنه يساعد العلماء في فهم الأمراض الوراثية والطب الجنائي وفي تطوير العلاجات الجينية، وفي أول دراسة خرجت نتائجها عام 2024 أظهرت أن سكان شرق الجزيرة العربية القدماء اكتسبوا مقاومة جينية للملاريا منذ زمن طويل.

وفي جلسة احتضنها «منتدى الصحبة» بقيادة الصديق الدكتور إياد صايمه استمعنا إلى شرح مفصل قدمه «الخبير الجيني» السيد تيسير أبو حجلة، بصفته متطوعاً ومديراً لمشروع فلسطين الجيني، والخاص بفحص الـDNA في أكبر المختبرات والشركات الأميركية، أحالنا إلى موقع الشركة الأميركية التي تبين ماذا يحصل عليه الإنسان من خلال اختبار «الحمض النووي الجسدي»، ولديها أكبر قاعدة بيانات في العالم لاختبار Y-DNA:

1- يظهر خطوط أسلافك لخمسة أجيال، ويبين ما تم توريثه من الوالدين وثمانية أجداد.

2- تحليل عرقي وجغرافي مفصل للمكان الذي جاء منه أسلافك.

3- يرسم خريطة لمسارات هجرة أسلافك القدماء.

تحدث «أبو حجلة» عن الشركة الأميركية الوحيدة في العالم والتي تملك «مشجرا عالميا» وهي أول وأقدم شركة على المستوى الدولي تباشر بالفحص الجيني وتخرجه من غرف الأبحاث والمختبرات والجامعات إلى السوق «صار بيزنس».

يوضح «الخبير الجيني الفلسطيني» أن اليهود في الشتات عبارة عن خليط من السلالات البشرية وجيناتهم عبارة عن جينات محيطهم الجغرافي ولا يوجد لهم «تردد جيني مميز» أو «تردد جيني عال» هم عبارة عن لمم منتشرين في الكرة الأرضية، في حين الشعب الفلسطيني هو امتداد للنسيج والمحيط الجغرافي الذي يقع فيه كما يوجد للشعب الفلسطيني تردد جيني عال على السلالة (J) تصل حتى 60% وتردد على السلالة (E) تصل إلى 20%.

الواقع يقول إن «اليهود» باتوا شريحة محمية بصرف النظر عن السلالة الوراثية التي ينتمون إليها علماً أن هناك نحو 30 سلالة تمتد من حرف A إلى حرف T، فإذا تجرأ أحداً من سكان الكرة الأرضية على انتقادهم، يتم إلغاؤه أو تجريمه أو وضعه في خانة معاداة السامية، كما يعتقد السيد أبو حجلة.