الأغلبية الصامتة: سقطت ورقة الربعي

نشر في 15-01-2025
آخر تحديث 14-01-2025 | 19:32
 إبراهيم المليفي

كانت مسرحية «حفلة على الخازوق» التي منعتها الرقابة في مصر وسمح بعرضها في الكويت عام 1975م، محطة تاريخية من حياة الكويت مع حرية التعبير وصورة من صور الاستثمار الكبير في أدوات القوى الناعمة التي كرست وجود تلك الدولة الصغيرة على خريطة العالم، الحديث هنا ليس عن المسرحية أو تاريخ المسرح في دولة الكويت، لكنه مجرد لمحة من لمحات الموضوع الأكبر وهو حرية التعبير ودورها في خلق مناخ البيئة الإبداعية التي تتلاقح فيها آراء الـ(مع) و(الضد) وصولاً للنموذج الأفضل للتطبيق في أي مجال أو زمان.

لقد صنعت تلك الدولة الصغيرة لنفسها أمجاداً في مختلف المجالات، ولم تدّخر وسعا في استقطاب أفضل العقول التي قدمت للكويت وفضّل العديد منهم مواصلة العيش فيها لأنها أعطتهم الفرصة لتحقيق ما كانوا يحلمون به على الورق وجعله أمراً واقعاً، لذلك لم تطبع الكويت على أوراقها الرسمية شعار «الكويت بلاد العرب» تمثيلاً أو تقليداً بل شعوراً حقيقياً وحاضنة دافئة للآلاف من العرب والأجانب الذين لم يشعروا بغربة أو نفور بين أهل ذلك البلد.

إن حرية التعبير مركب أساسي في بناء الكويت، ومكوّن أساسي في الشخصية الكويتية المميزة، وهو ما انعكس على كل مؤسساتها وخصوصاً الشعبية التي تمكنت من حصد مكانة رفيعة عربياً ودولياً، وأي محاولة لتغييب ذلك المركب هي في الحقيقة تغييب للكويت نفسها.

أختم بالقول، لقد امتلك الدكتور أحمد الربعي، رحمه الله، الجرأة ذلك اليوم في برنامج «الاتجاه المعاكس» ليقول ما قاله عن مصيره، لو انتقد أي مسؤول: «راح أروح بيتي وأنام مع أطفالي ماني خايف من أحد»، واليوم لو كان معنا، أظن أنه سيتردد كثيراً في استخدام تلك الورقة مرة ثانية أو المشاركة بالأساس في ذلك البرنامج!!!

back to top