وجهة نظر حول سحب الجنسية

نشر في 15-01-2025
آخر تحديث 14-01-2025 | 19:34
 د. عبدالمحسن حمادة

أثار سحب الجنسية من بعض السيدات الكويتيات اهتمام الكثير من أبناء الكويت، وكُتبت مقالات في الصحف أو على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد لإجراءات الحكومة أو معارض، ولا غرابة في ذلك لأن المجتمع الكويتي طبيعته منوعة، وبكل تأكيد إن ما تقوم به الحكومة من إجراءات نابع من حرصها على الحفاظ على الهوية الوطنية، وهو مطلب مستحق، وطالب به الكثيرون من المخلصين لهذا الوطن، وذلك بعد أن استغله بعض الأزواج والزوجات استغلالا سيئا، وأصبح خطرا كاد يدمر الهوية الوطنية والثروة القومية.

وبالرغم من ذلك فإنني أرى أن سحب الجنسية بهذه الصورة خطر قد يستهدف النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي، الذي يجب المحافظة عليه، وأن نجعل المحافظة عليه هدفا من أهم أهداف التربية الكويتية، وذلك عندما يرى أبناء أولئك السيدات الفاضلات أن أمهاتهم اللاتي يكنون لهنّ كل احترام وحب ومودة، قد أصبحن من فئة «البدون»، بلا ذنب أو جريمة بدرت منهن سوى أنهن تنازلن عن حنسية دولهن وحصلن على جنسية أزواجهن وأولادهن، بحسب القانون المعمول به في تلك الحقبة.

الآن، إذا رأت الدولة أنها ستشرع قانونا جديداً وتلغي القانون السابق فهذا أمر جيد، فالدولة مطالبة أن تعيد النظر في قوانينها بشكل مستمر لتتلاءم مع الواقع والظروف الجديدة، خصوصا فيما يتعلق بهذا القانون الذي اتضحت خطورته، ولكن على الدولة إن أرادت إصدار تشريع جديد أن تطبقه على المستقبل، وذلك لأن القوانين لا يمكن تطبيقها بأثر رجعي، فهذا مخالف للشرع والأعراف الدولية، يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ»، فهذا نداء من الله لعموم المؤمنين أن يلتزموا بالعقود التي يبرمونها مع الآخرين.

ومن المؤكد أن منح الجنسية لأولئك النسوة كان بمنزلة عقد بين دولة الكويت وأولئك النسوة، ولا يحق للحكومة فسخ ذلك العقد بلا مبرر، ولن يكفي ما قدمته وزارة الداخلية لهن من رواتب وجواز سفر وإقامة دائمة، لأن سحب الجنسية بتلك الصورة طعن بكرامتهن، ونقطة سوداء في تاريخ دولتنا الناصع بالبياض، لذلك نأمل إعادة النظر في ذلك، والله ولي التوفيق.

back to top