انشغل الوسط الرياضي منذ يوم الخميس الماضي بقضية المحترف البرازيلي إيغور روسي محترف فريق ناي القادسية، والذي أصبح «سابقاً» بعد استغناء النادي عن خدماته وخوضه آخر معه مباراة أمام الغريم نادي الكويت في مواجهة حقق فيها الأصفر الفوز، وفي الوقت ذاته أصبح البرازيلي حديث الشارع بعد أن أدلى بتصريح مثير بطريقة «يا مغرب خرب» حول تلقيه اتصالاً كويتاوياً يحثه على عدم المشاركة في المباراة المذكورة باعتبارها الأخيرة مع فريق ينوي الاستغناء عنه ليفجر قنبلة في الشارع الرياضي حول ما إذا كان حديثه صحيحاً أم مجرد ادعاء. وهو سؤال يحتاج إلى إجابة شافية ومقنعة وسريعة.

ولأن القضية ترتبط بأكثر من طرف بها، دعونا نبدأ بنادي الكويت وهو الطرف الذي كان الأسرع تفاعلاً ويبدو أنه الأكثر جدية في التعامل مع مجرياتها، فقد لجأ إلى الخيار الأصح والأعقل بعد أن رفع شكوى رسمية إلى الاتحادين الدولي والكويتي لكرة القدم، «وحسناً فعل»، يطلب من خلالها التحقيق فيما ادعاه اللاعب البرازيلي، وذلك لحفظ حقه ودفع الشبهة عنه كنادٍ وإدارة، لاسيما أن اللاعب لم يسمِّ شخصاً أو طرفاً معيناً في النادي بل جاء حديثه شاملاً ومبهماً في الوقت نفسه.

Ad

أما الطرف الثاني، والذي قد يعد متضرراً، فهو نادي القادسية الذي ينتمي إليه اللاعب، والذي من الممكن أن يكون هو الأكثر تضرراً في هذه القضية «من الصوبين»، إن صحت وإن لم تصح، إلا أن الغريب في الأمر أن إدارة النادي حتى الآن تقف موقف المتفرج ولم تحرك ساكناً تجاه هذا الموضوع بشكل رسمي بل اكتفت بنشر تسجيل فيديو الاحتفال بالفوز والذي يظهر خلاله اللاعب المذكور وهو يودع زملاءه ويخبرهم بما جرى معه حسب ادعائه وسط تصفيق وتهليل من اللاعبين بمشاركة الجهاز الإداري وعلى رأسه رئيس جهاز الكرة ونائب رئيس النادي، ويبدو أن إدارة نادي القادسية، ذلك الكيان العريق، نسيت أن من حقها المطالبة باتخاذ إجراءات عقابية ضد المتسبب في هذا الأمر متى ثبتت صحته، إلا إذا كانت على يقين بأن السيد إيغور «يهذري» أو مدفوع الأجر لقول ما قاله، لذلك ارتأت أن تمارس دور الجماهير بـ «الصفقة» والتهويل بالنشر.

ونأتي أخيراً على الطرف الأهم والأقوى في هذه القضية وهو الاتحاد الكويتي لكرة القدم الذي لا نفهم معنى لصمته حوله هذا الموضوع حتى الآن رغم مرور أكثر من 5 أيام على إثارته ورغم الصلاحيات التي يتمتع بها والتي تعطيه كامل الحق بفتح تحقيق دون شكوى أو طلب من أي طرف باعتبار أن ما أثير من شأنه أن يشوه صورة كرة القدم الكويتية بشكل عام ويضر بمبدأ المنافسة الشريفة كما أنه يضرب شعار اللعب النظيف بمقتل، لذلك لا معنى، ولا يمكن القبول بموقف الاتحاد الذي يفترض به حماية الأندية المشاركة في نشاطه، وأن يلتزم ببقائه على مسافة واحدة من الجميع كما قال رئيسه في اجتماع الجمعية العمومية التي زكته ومجلس إدارته، وعليه أن يطبق لوائحه بإثبات صحة الواقعة من عدمها، ولا يسمح لكائن من كان بتشويه صورة الكويت ورياضتها لتحقيق غاية ما في نفسه، «وكأنه إحنا ناقصين».

بنلتي

معاتيه مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوقفوا منذ انتشار التصريح عن تبادل الاتهامات والتصيد على بعض وكل يدلي بدلوه دون دليل أو برهان ليثبتوا يوماً بعد يوم أن هذه المواقع ليست عبارة إلا عن ديوانية كبيرة للكذابين ومستشفى أكبر للمجانين...»ركدوا وعقلوا ترى العقل زينة فشلتونا».