في خطوة تعكس الالتزام بمكافحة آفة الإدمان واحتواء المدمنين وتسريع علاجهم وإعادة تأهيلهم ليعودوا إلى المجتمع أفراداً فاعلين ومؤثرين، وبحضور وزيري الصحة أحمد العوضي، والشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د. أمثال الحويلة، افتتحت وزارة الصحة، اليوم، مركز التعاونيات لعلاج الإدمان في منطقة الصباح الطبية التخصصية بتبرّع من لجنة التعاونيات الوطنية، وبتكلفة بلغت نحو 3 ملايين دينار.
وقال العوضي، في تصريح للصحافيين على هامش الافتتاح إن هذا المشروع يأتي ضمن رؤية الوزارة لتحسين جودة الحياة الصحية للمواطنين وحماية المجتمع من المخاطر المرتبطة بالمخدرات، وتماشياً مع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة وعلاج الإدمان.
وأضاف أنه تم تصميم المركز وفق أعلى المعايير العالمية ليكون مرفقاً متكاملاً يقدم خدمات علاجية وتأهيلية على مستوى عالٍ.
وشدد على حرص الوزارة على تسخير كل الإمكانات لدعم الأفراد الذين يعانون الإدمان ومساعدتهم في رحلتهم نحو التعافي، مشيراً إلى أن المركز يمثل جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز قدرات الكويت في توفير الرعاية الصحية المتخصصة ومكافحة انتشار المخدرات.
وأكد أن المركز يضم أكثر من 300 سرير، وإلى جانب علاج المرضى، يقوم المركز بإعادة تأهيلهم أيضاً للانخراط في المجتمع، إذ يضم الكثير من النشاطات التي تناسب الإقامة طويلة الأمد (من 6 الى 8 أسابيع) منها صالة رياضية وحمام سباحة وغيرها من أنشطة تقام بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع النفسي، مما يسهم في مكافحة وتعزيز صحة المواطن والوقوف مع أبنائنا لمواجهة هذه الآفة.
معايير عالمية
من جانبها، عبرت الحويلة عن سعادتها بالتواجد في افتتاح مركز علاج الإدمان، الذي جاء بتبرع من لجنة المشروعات التعاونية الوطنية، وسعادتها بهذا النوع من المشاريع لتقديم خدمة وطنية مجتمعية.
وقالت الحويلة إن المركز يقدم برنامجاً كاملاً ومتكاملاً لعلاج الإدمان بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث تتوفر فيه كل أنواع العلاجات العالمية المتخصصة لعلاج الإدمان.
وأشارت إلى أن خدمات المركز ترقى إلى المعايير العالمية الطبية في مختلف مراحل علاج الإدمان من جميع الجوانب والتخصصات، سواء كانت طبية أو نفسية أو اجتماعية، إلى جانب الأنشطة الترفيهية.
وأوضحت أن هناك أفكاراً كثيرة سيتم تنفيذها على أرض الواقع للمساعدة في التخلص من هذه الآفة العالمية التي تغزو المجتمع الإنساني.
من جانبه، أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة رئيس لجنة المشروعات التعاونية الوطنية، د. خالد العجمي، أن القيمة الإجمالية للمشروعات الـ 6 التي قدمتها اللجنة لوزارة الصحة تقدر بنحو 33 مليون دينار، لافتاً إلى أن تكلفة مشروع مركز الإدمان تقدر بنحو 3 ملايين.
بدوره، قال رئيس مركز الكويت لعلاج الإدمان د. حسين الشطي إن مبنى «التعاونيات»، الذي افتتح اليوم، يعتبر إضافة مميزة لمرافق المركز، حيث يتكون من 4 طوابق بطاقة استيعابية تصل إلى 304 أسرّة ويأتي مجاوراً ومكملاً للخدمات الطبية التي يقدمها المبنى السابق للمركز، الذي تصل طاقته السريرية إلى أكثر من 200 سرير، ليصبح المجموع الكلي للطاقة الاستيعابية في المبنيين أكثر من 500 سرير.
وأضاف الشطي أن الطابق الأرضي للمركز الجديد خصص للتدخلات السريعة والتصنيف، بينما يحتوي كل طابق على صالة معيشة كبيرة وغرفة طعام وقاعة محاضرات ومنطقة استقبال وبوفيه وقاعة اجتماعات وغرف للعلاج الفردي، إضافة إلى مصلى ومخزن واستراحة للمرضى.
وذكر أنه تم تجهيز المبنى بمواقف للسيارات تتسع لنحو 100 سيارة لضمان توفير تجربة مريحة وخصوصية للزوار والمرضى وذويهم.
وأوضح أن المبنى تم تخصيصه لاستقبال المرضى في المراحل العلاجية التأهيلية المتقدمة «منزل منتصف الطريق» التي تتألف من 4 مراحل تستمر كل منها بين 6 إلى 8 أسابيع ويتم تنفيذها بإشراف الفرق العلاجية المتخصصة لتقييم تقدم المرضى ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم العلاجية.
وأضاف أن المبنى يعتمد على طاقم تمريضي متخصص يقدم خدماته للمبنى بأكمله من خلال الطابق الأول مع التركيز على التدخل في الحالات الطارئة والإشراف على التحاليل الطبية.
ولفت إلى أنه تم تجهيز المبنى أيضاً بقاعات متعددة الاستخدامات مهيأة لعقد الاجتماعات الإدارية والبرامج التدريبية، إضافة إلى جلسات الإرشاد والتعافي مما يجعله صرحاً متكاملاً يجمع بين العلاج والتطوير المهني والتعليمي.