وزير الإعلام يستعرض استراتيجية المجلس الوطني

أكد حماية التراث وتجديده وتكريس الفكر العلمي والتشجيع على الإبداع

نشر في 22-12-2022
آخر تحديث 21-12-2022 | 19:07
وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري
وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري
استعرض وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، استراتيجية المجلس الوطني للسنوات الخمس القادمة (2023-2028) في المركز الأميركاني الثقافي.

وبهذه المناسبة، قال الوزير المطيري، إنه مع مطلع القرن العشرين كان دأب الكويت الترحيب بالجديد والانفتاح على العصر، وساد فيها مجتمع مهتم بالتعليم ومُحب للمعرفة، فأسست المدارس، وأنشئت النوادي الأدبية، وتم إصدر أول مجلة ثقافية شاملة في الخليج، وانطلق التعليم من الثلاثينيات، فاحتضن الشباب من الجنسين، وبعثات الخارج للبحث والعلم، وتسعى الاستراتيجية لاستكمال تلك المسيرة.

وأوضح أنه اختار ديسمبر لإطلاق وثيقة الاستراتيجية، لأنه الشهر الذي شهد افتتاح المدرسة المباركية، ومتحف الكويت الوطني، وتدشين مهرجان القرين، وافتتاح مركز عبدالعزيز حسين... وغيرها من خطوات الدولة في دعم الحركة الفنية ومسيرة المجلس التي استكملها على مدى 50 سنة من مرسوم تشكيله.

صرح ثقافي

وأضاف المطيري: «اجتماعنا في هذا الصرح الثقافي يعكس حرص سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد، على صون التراث، وإعادة استثماره، بما يضمن استدامته للأجيال القادمة».

ولفت إلى أن الاستراتيجية تتسق مع رؤية «كويت جديدة 2035» وركائزها الأساسية، والتوافق مع الخطة الإنمائية الثالثة للكويت للسنوات 2023 – 2025، واستكمال الجهود والإنجازات السابقة، مؤكداً أن الاستراتيجية تمت وفق منهجية تشاركية ساهم في إنتاجها 963 مشاركاً يمثلون مختلف الأطراف المعنية، و52 من الكفاءات الوطنية، الذين تم تأهيلهم على مدى 140 ساعة تدريبية، وأنجز الفريق 28 حلقة نقاشية، واطلع على 56 تجربة دولية ومقارنة معيارية استمرت بحدود 52 أسبوع عمل على مدى 260 يوماً و1300 ساعة عمل، غطت الوثائق المكتبية أكثر من 275 وثيقة.

وعرض المطيري رؤية الاستراتيجية، التي تنص على «تنمية ثقافية مستدامة، وبيئة محفزة للإبداع»، ورسالتها تنص على «السعي إلى أن نكون نافذة الكويت الثقافية على العالم، وأن نتحول إلى دور الناظم والمساهم في تعزيز مكانة الخدمات والمنتجات الثقافية، وأن نتشارك في تعظيم عوائد الاستثمار بمجالات الثقافة والفنون والآداب والآثار والمكتبات، وفقاً لنهج التنمية المستدامة، ونعمل على حوكمة الأداء، وتطوير بيئة رقمية تستوعب المخاطر، وتساهم في استقطاب المواهب وتطوير الكفاءات، وصولاً إلى تحسين المؤشرات الوطنية والدولية، وتأكيد مكانة الدولة على خريطة الثقافة».



وأكد المطيري، في كلمته، أن الاستراتيجية تسعى إلى أن يتحول «الوطني للثقافة» إلى ناظم للحركة الثقافية الكويتية، والداعم لإنتاجها وإشعاعها، ويساهم في نشر وتصدير الإبداع الثقافي الكويتي إلى العالم، والحفاظ على مكتسبات الدولة الثقافية والحضارية، وإتاحة مساحة التعبير عن النفس عبر الممارسة الثقافية، التي تعتبر حقاً للجميع وأمراً مشاعاً، وتكريس الأنشطة الثقافية في نمط الحياة الاجتماعية الكويتية كمسؤولية تشاركية، وختم كلمته بأنه «علينا حماية تراثنا وتجديده، والحفاظ على رصيدنا الأدبي والفني، وتكريس الفكر العلمي، والتشجيع على الإبداع والابتكار».

فنانون: الاستراتيجية تدعو للتفاؤل نحو مستقبل أفضل

رصدت «الجريدة» آراء وانطباعات الحضور بشأن الاستراتيجية، والتي عبَّرت في معظمها عن التفاؤل نحو مستقبل الواقع الثقافي والفني والأدبي بالكويت، ومنهم الفنان جاسم النبهان، الذي أعرب عن سعادته بانطلاق الاستراتيجية، مطالباً بأن يكونوا - كفنانين - جزءاً منها في وضع بعض الخطط، وتوظيف بعض نقاطها، وتنفيذها على أرض الواقع.

الفنان جاسم النبهان والفنانة باسمة حمادة والفنان ميثم بدر الفنان جاسم النبهان والفنانة باسمة حمادة والفنان ميثم بدر
وأعرب د. عبدالله الجسمي عن رغبته في أن تكون الاستراتيجية نقطة انطلاقة جديدة للثقافة في الكويت، مشيراً إلى أنه شارك في بعض الاجتماعات الخاصة بها، آملاً في القيادة الجديدة بـ «المجلس الوطني» العمل على ترجمة هذه الخطة إلى أمر واقع، وتطوير أكثر للفعاليات الثقافية، والاهتمام بالموضوعات الأساسية التي تحتاجها الكويت، والخليج، والثقافة العربية.

من جهته، قال الفنان ميثم بدر: «نتأمل خيراً بوزير الإعلام في تحقيق الاستراتيجية، التي حضرت عدداً من اجتماعاتها التحضيرية، ورأيت حجم الجهد المبذول للخروج من تلك الاجتماعات بنتائج واقعية يمكن تنفيذها».

بدوره، ذكر الكاتب عامر التميمي: «نتمنى أن تتحقق تلك الطموحات، لكن أعتقد أن (المجلس الوطني) يحتاج إلى تطوير في أوضاعه الهيكلية، وفي قياداته، ونتأمل أن يتولى المسؤولية مختصون ولهم علاقة وثيقة بالثقافة».

وأكد أستاذ الأنثربولوجيا وعلم الآثار بجامعة الكويت د. حسن أشكناني، أن الاستراتيجية تنطلق بطريقة سلسة وتشاركية بين القطاعات، للنهوض بالمجال الثقافي، لافتاً إلى أن العمل ضمن استراتيجية وخطة واضحة أفضل وسيلة للوصول إلى الأهداف، وقياس مؤشرات النجاح أو التأخير.

وقالت الفنانة باسمة حمادة: «دائماً نصبو إلى التطور في كل شيء، ونتمنى أن تحقق الاستراتيجية أهدافها المرجوة، ولا يأتي ذلك إلا من خلال تضافر الجهود، إضافة إلى أننا نحتاج إلى رؤية ما قام به الرواد في السابق من نجاحات، ونأخذ منهم المشورة والخبرة»، مشيرة إلى أن الاستراتيجية ستعطي الكثير من الفرص للجميع.

ورأت الفنانة التشكيلية هنوف المنيفي، أنها شاركت بوضع الاستراتيجية من خلال الورش التحضيرية، مشيدة بالجهود المبذولة، والتي تؤسس لنقلة جميلة، «تجعلنا جميعاً مستبشرين خيراً بانطلاقتها».

back to top