حسناً فعل رئيس وزراء باكستان «شهباز شريف» بتعيين منسق له يختص بالإعلام الرقمي العربي وهو أحد أعضاء «ديوان النخبة» الذي نشترك به ونسعد برواده الدكتور «طلحة محمد يونس» والمعروف ب «راسخ الكشميري» نسبة إلى إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ باكستان التي يتم فيها تعيين منسق لرئاسة الوزراء للغة العربية، مما يعني أن هناك إصراراً ومصلحة بالإطلالة الدائمة على العالم العربي، بخلاف إطلالتها الجغرافية على طول بحر العرب وخليج عمان.
باكستان بالعربية، واحدة من حزمة قنوات ووسائل إعلامية ومواقع إلكترونية تتحدث وتنشر بلغتنا، أشبه بحلقة وصل بين «أرض الطهر» وهو معناها باللغة الأردية وبين عالمنا العربي.
راسخ الكشميري، متشبع بالعربية فقد درسها بجامعة البنجاب لنيله الدكتوراه وبعنوان «كشمير في الأدب الأردي والعربي» كما سبق أن أصدر كتابين «كشمير في الأدب السعودي» و«محمد إقبال والمملكة العربية السعودية» وله أيضاً مساهمات بحثية في الشأنين السياسي والأدبي، ونشاطات تتصل بالعلاقات العربية – الباكستانية وتحديداً الخليجية، وبعبارة أخرى يكاد أن يكون بوابة باكستان على العالم العربي وتاريخه وثقافته ولذلك بادر إلى إنشاء منصتي باكستان بالعربية وباكستان اليوم، وربما كانت إقامته في المدينة المنورة مدخلاً لنسج تلك العلاقات وتعمقه باللغة والثقافة العربية.
هوية باكستان الإسلامية تجعلها من حيث الدين أقرب إلى إيران وتركيا وأفغانستان منها إلى العالم العربي وهذا امتداد جغرافي وأيديولوجي يعطيها مساحة أوسع بتشكيل التحالفات الإقليمية.
لقد أخضع الدارسون في العلوم السياسية الدور المحوري الذي قامت به باكستان على مدى العقود السابقة، ومن خلال الأحلاف العسكرية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية وكانت منذ استقلالها وانسلاخها عن الهند عام 1947 أقرب إلى حلفاء أميركا واعتبار المؤسسة العسكرية الباكستانية إحدى الدعائم الضامنة لهذا التحالف.
ومهما كانت درجات التباعد والتقارب بينها وبين واشنطن على المستوى العسكري والتعاون القائم بينهما، يبقى الحديث عن «محور إسلامي» تكون فيه باكستان إحدى القوى المؤثرة، فهي خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان (240 مليون نسمة) مجرد أحلام وتمنيات.
تخيلوا معي قيام «محور» أو «حلف» ذي طابع إسلامي محض، تشترك فيه السعودية وماليزيا وأندونيسيا وإيران وتركيا وغيرها من البلدان الإسلامية، فماذا سيشكل من «قوة استراتيجية جبارة» تمتلك الثروات الهائلة والقوة النووية والبشرية فكيف سيكون حالها تجاه «القوى العظمى» المتعددة الأطراف والتي أخذت بالتشكل والنهوض في السنوات العشر الأخيرة؟