واشنطن تهدد نتنياهو بتجميد مساعداتها لرفضه التفاوض مع الفلسطينيين
• طالبت بعدم استخدام أموالها في عمليات تل أبيب ب «الضفة»
في حين يستعد رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو، لإعلان أكثر حكومة يمينية في تاريخ بلاده لأخذ ثقة الكنيست (البرلمان)، كشف مصدر دبلوماسي غربي ل «الجريدة»، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، هددت بتجميد جزء كبير من الضمانات الأميركية والمساعدات السنوية لتل أبيب، والتي تبلغ نحو 33 مليار دولار للسنوات العشر المقبلة، في محاولة لتقييد حركة اليمين العنصري داخل الحكومة، ولرفض نتنياهو أي تفاوض مع الفلسطينيين.
وأكد المصدر أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طلبت من نظيرتها الإسرائيلية وقف كل دعم أو تسليح أو تخصيص أموال من هذه المساعدات لعمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، مشترطةً رفع تقارير إسرائيلية شفافة حول كيفية صرف الأموال الأميركية.
وكانت أوساط في الإدارة الأميركية ألمحت إلى أن الولايات المتحدة لن تدعم أو تقدم أموالاً لوزراء اليمين المتطرف، أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطرتش، الذين لا يعترفون بحل الدولتين، وينوون تخصيص مبالغ طائلة لحماية المستوطنين والمستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.
وعقّب مسؤول إسرائيلي على هذه التوجهات الأميركية الجديدة، بقوله، إن إسرائيل لن تستطيع العيش والتفوق بدون هذه المساعدات، وعلى الحكومة المقبلة أن تأخذ في الاعتبار جدية إدارة بايدن حول هذا الأمر، والعمل على منع سنّ قوانين تطيح بالديموقراطية في إسرائيل التي كثيراً ما تغنّت بها الدولة العبرية أمام العالم، وحصلت بسببها على المساعدات والهبات في مجال الدفاع والتسلح.
يُذكَر أن الائتلاف الحالي الذي سيشكل الحكومة عدّل أخيراً، تحت الضغوط الأميركية، بعض القوانين التي وعد بتشريعها وأعاد صياغتها لتتلاءم مع التوجهات الأميركية، وسيتم خصوصاً إلغاء سن قانون المحكمة العليا الذي سيلتف على قرارات أعلى سلطة قضائية في البلاد، وتأجيل النظر فيه إلى ما بعد عطلة الصيف، أي بعد نحو 9 أشهر.
وأفاد المصدر بأن هذه التطورات جاءت بعد أن تأكد نتنياهو أن إدارة بايدن جادة في تهديداتها، وأنها قد تجمد المساعدات العسكرية في ظل التهديدات الأخيرة، وسعي إيران للحصول على قدرات نووية عسكرية، والتمويه في سورية ولبنان وغزة واليمن.