من صيد الخاطر: «مذبحة الأناضول»
«مذبحة الأناضول» اسم أطلق على مذبحة حقيقية ومحزنة وكارثية للدولة العثمانية، وانتصار تاريخي لليمنيين الذين دافعوا عن وطنهم ضد غازٍ أراد اغتصاب وطنهم بالقوة الغاشمة، فسميت منطقة في اليمن بـ«مذبح» توثيقا حقيقيا لتلك الواقعة، وهذه المنطقة تقع غرب صنعاء وهو اسم غريب حقا لأن وراء تسميته أمراً جللاً قد وقع فيها، وهذا فعلا ما حصل، فقد وقعت فيها أكبر مذبحة لجنود في التاريخ على أعتاب الطوق الغربي لمدينة صنعاء.
كان معروفاً عن «العثمانيين» الشدة والشراسة في القتال، ولهذا فهم لا يحتاجون لغزو أي بلد واحتلاله إلى أكثر من 5 أو 10 آلاف جندي، حسب قوة البلد المراد احتلاله، فصيتهم هذا يسبقهم، وهو كاف ليدفع بأغلب الدول الى الاستسلام لهم من دون مقاومة، فالعثمانيون أتوا غازين اليمن بـ7 آلاف مقاتل، معتقدين أنها كغيرها لقمة سائغة، إلا أن اليمنيين أبادوهم عن بكرة أبيهم، فأرسل إليهم العثمانيون 40 ألف مقاتل لإخضاعهم ولينهوا ما بدأوه، إلا أن اليمنيين أبادوا معظمهم أيضا، فأرسلوا إليهم 40 ألف مقاتل آخرين لذلك البلد العصي عليهم وعلى غيرهم، ولكنهم أيضا أخفقوا.
العثمانيون خاضوا في اليمن معارك خاسرة في عدة مناطق محاولين إخضاعه ولكنهم فشلوا، فقاموا بتسيير جيش خاص قوامه 25 ألف مقاتل في حملة جديدة لاحتلال صنعاء إلا أنهم ووجهوا بشراسة وبسالة، ولكنهم استطاعوا الوصول إلى أعتاب منطقة الجهة الغربية لصنعاء، فدارت فيها أشنع معركة خاضوها في تاريخهم، خسروا فيها 12 ألف جندي عثماني، فسميت بعدها هذه المنطقة بـ«مذبحة»، وكانت نتيجة تلك الحملات المتعاقبة زمنيا أنه لم يسلم إلا 5 آلاف جندي عثماني من أصل الـ87، لقد كانت مذبحة حقيقية.
ولا يزال الأتراك يبكون قتلاهم بأناشيد وأغان شعبية بلغ عددها سبعة تتوارثها الأجيال، ويتناوب على أدائها الفنانون الأتراك كجزء من التراث الشعبي التركي كذكرى لم ولن تمحى من ذاكرتهم، ومنها هذه المقتطفات المعبرة والحزينة عن هول تلك المذبحة: «ليس هناك سحب في الجو، ما هذا الدخان؟ لم يمت أحد في الحي لمَ هذا الصراخ؟ تلك الأراضي اليمنية لمَ هي وعرة جداً؟ آه يا لهذه اليمن... لقد سحقت زهرتها، من يذهب إليها لا يعود أتعجب لماذا؟ هنا قلعة «هوش»، وهي قلعة عثمانية بين تعز وصنعاء، الطريق إليها متعرج إلى أعلى، من يذهب اليها لا يعود أتساءل عن السبب؟».
نشيدة طويلة ومحزنة بالنسبة إلى الأتراك، وهي توثيق لحقيقة تاريخية لما حصل لجيش حاول أن يهيمن على موطن أصل العرب، فويل وويل لمن تطاول وحاول أن يدنس أرضهم.
وقد ذكر في كتاب «اليمن مقبرة الغزاة» للباحث والكاتب عبدالله بن عامر عن «مذبحة الأناضول» بأن الأتراك كانوا الأكثر خسائر بشرية مقارنة مع كل الغزاة الذين حاولوا احتلال اليمن، ولهذا فهناك أكثر من منطقة يمنية فيها مقابر تركية تعود إلى فترات زمنية لحملاتهم العسكرية.
ملحوظة: منقول من التراث بتصرف.
كان معروفاً عن «العثمانيين» الشدة والشراسة في القتال، ولهذا فهم لا يحتاجون لغزو أي بلد واحتلاله إلى أكثر من 5 أو 10 آلاف جندي، حسب قوة البلد المراد احتلاله، فصيتهم هذا يسبقهم، وهو كاف ليدفع بأغلب الدول الى الاستسلام لهم من دون مقاومة، فالعثمانيون أتوا غازين اليمن بـ7 آلاف مقاتل، معتقدين أنها كغيرها لقمة سائغة، إلا أن اليمنيين أبادوهم عن بكرة أبيهم، فأرسل إليهم العثمانيون 40 ألف مقاتل لإخضاعهم ولينهوا ما بدأوه، إلا أن اليمنيين أبادوا معظمهم أيضا، فأرسلوا إليهم 40 ألف مقاتل آخرين لذلك البلد العصي عليهم وعلى غيرهم، ولكنهم أيضا أخفقوا.
العثمانيون خاضوا في اليمن معارك خاسرة في عدة مناطق محاولين إخضاعه ولكنهم فشلوا، فقاموا بتسيير جيش خاص قوامه 25 ألف مقاتل في حملة جديدة لاحتلال صنعاء إلا أنهم ووجهوا بشراسة وبسالة، ولكنهم استطاعوا الوصول إلى أعتاب منطقة الجهة الغربية لصنعاء، فدارت فيها أشنع معركة خاضوها في تاريخهم، خسروا فيها 12 ألف جندي عثماني، فسميت بعدها هذه المنطقة بـ«مذبحة»، وكانت نتيجة تلك الحملات المتعاقبة زمنيا أنه لم يسلم إلا 5 آلاف جندي عثماني من أصل الـ87، لقد كانت مذبحة حقيقية.
ولا يزال الأتراك يبكون قتلاهم بأناشيد وأغان شعبية بلغ عددها سبعة تتوارثها الأجيال، ويتناوب على أدائها الفنانون الأتراك كجزء من التراث الشعبي التركي كذكرى لم ولن تمحى من ذاكرتهم، ومنها هذه المقتطفات المعبرة والحزينة عن هول تلك المذبحة: «ليس هناك سحب في الجو، ما هذا الدخان؟ لم يمت أحد في الحي لمَ هذا الصراخ؟ تلك الأراضي اليمنية لمَ هي وعرة جداً؟ آه يا لهذه اليمن... لقد سحقت زهرتها، من يذهب إليها لا يعود أتعجب لماذا؟ هنا قلعة «هوش»، وهي قلعة عثمانية بين تعز وصنعاء، الطريق إليها متعرج إلى أعلى، من يذهب اليها لا يعود أتساءل عن السبب؟».
نشيدة طويلة ومحزنة بالنسبة إلى الأتراك، وهي توثيق لحقيقة تاريخية لما حصل لجيش حاول أن يهيمن على موطن أصل العرب، فويل وويل لمن تطاول وحاول أن يدنس أرضهم.
وقد ذكر في كتاب «اليمن مقبرة الغزاة» للباحث والكاتب عبدالله بن عامر عن «مذبحة الأناضول» بأن الأتراك كانوا الأكثر خسائر بشرية مقارنة مع كل الغزاة الذين حاولوا احتلال اليمن، ولهذا فهناك أكثر من منطقة يمنية فيها مقابر تركية تعود إلى فترات زمنية لحملاتهم العسكرية.
ملحوظة: منقول من التراث بتصرف.