أكد أحد النواب في البرلمان الإيراني، أن عدداً من نواب التيار الأصولي بدأوا في جمع تواقيع لاستجواب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، بعدما اعتبروا أن أداء وزارته «كسر أنف إيران»، وحطّ من قيمتها على الصعيد الدولي.

وكشف النائب ل «الجريدة»، أن النواب غاضبون من اللقاءات التي عقدها عبداللهيان في عمّان أخيراً بعد أن تسربت معلومات تفيد بأن الخارجية الإيرانية وافقت على إجراء لقاءات سرية مع الأميركيين، إضافة إلى أنباء عن تأكيد الوزير لمنسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل أن إيران مستعدة للتخلي عن كل شروطها السابقة مقابل تنازل الولايات المتحدة عن كل شروطها وعودة الجميع إلى الاتفاق النووي.

Ad

وذكر البرلماني، عضو اللجنة الرئاسية، أن عدداً من النواب التابعين ل «ائتلاف بايداري»، الموالي للرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، يروجون أخباراً تفيد بأن عبداللهيان أقنع بوريل بأنه إذا ما تم إحياء الاتفاق النووي فإن الجانبين الإيراني والغربي سيدخلان مرحلة جديدة من التفاهمات تمهّد لمرحلة «الاتفاق رقم 2 و3»، التي سبق أن وعد بها الرئيس السابق حسن روحاني ورفضها المرشد علي خامنئي بشكل قاطع.

وذكر أن الحديث عن الاتفاق الثاني والثالث، يعني أن طهران قبلت التفاوض بشأن أنشطتها الإقليمية وبرامج تسلحها، موضحاً أن تنفيذ إيران للاتفاق النووي، المبرم عام 2015، دون تلبية شروطها يعني أيضاً تخطي وزارة الخارجية للقانون الذي أقره البرلمان بشأن تعليق قيود الأنشطة الذرية التي يتضمنها الاتفاق، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، بهدف الضغط على الترويكا الأوروبية.

ولفت إلى سبب آخر أغضب نواب المجلس من أداء الخارجية الإيرانية التي قامت خلال الأسابيع الماضية باتصالات مع السعوديين عبر فرنسا وقطر وعمان لترتيب لقاء قمة أو لقاء على مستوى وزراء الخارجية، في وقت اتهمت الأوساط الإيرانية الرسمية الرياض ب «تمويل مجموعات ووسائل إعلام معارضة لطهران لتأجيج الاحتجاجات المتواصلة ضد النظام منذ منتصف سبتمبر الماضي».

وأوضح أن نواب التيار المتشدد رأوا أن «اكتفاء الخارجية برسالة تسلمتها من إحدى الدول العربية تؤكد فيها أن السعوديين ينفون أي صلة لهم بالمعارضة وتمويلها، يعد سذاجة مفرطة»، مضيفاً أنهم استهجنوا قيام عبداللهيان بشكل متعجل بإعلان إجراء لقاء عابر مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان على هامش قمة «التعاون والشراكة لدول جوار بغداد 2» في عمّان بعد فشل وزارته في الحصول على جواب من الرياض بشأن ترتيب عقد قمة أو اجتماع رسمي.

وأشار إلى أن النواب رأوا أن ابتهاج عبداللهيان بالكلمات القليلة التي تبادلها مع بن فرحان عبر تغريدة نشرها على «تويتر»، أمس الأول، يمثل تقليلاً من شأن إيران.

وذكر أن المحور الآخر الذي أغضب نواب البرلمان كان تلكؤ «الخارجية» في استدعاء السفير الصيني، بعد أن وقع الرئيس الصيني بياناً مشتركاً يكيل الاتهامات لطهران، بشأن أنشطتها الذرية والعسكرية في المنطقة، خلال القمة الصينية- الخليجية في الرياض.

وأشار المصدر إلى أن بعض النواب اتهموا السفير الإيراني في بكين ووزارة الخارجية بعدم اليقظة، وانشغال أغلب السفراء الإيرانيين بإدارة مصالح تجارية لشركات مملوكة لهم أو لمقربين منهم، مؤكداً أن تحرك النواب سيشمل استجواب الكبينة الحكومية المسؤولة عن انهيار سعر صرف العملة الوطنية أمام الدولار.