في خطوة جديدة تهدف إلى نقل المزيد من ثقافتها إلى الكويت، نظّمت السفارة الفرنسية لدى البلاد، حفل تعريف عن لعبة «الكرة الحديدية» والمعروفة باسم «البيتانك»، بحضور عدد من المواطنين والمقيمين من الجنسية الفرنسية الذي يرغبون في التعرّف على هذه الهواية الجديدة القديمة.

وتسعى سفارة فرنسا والاتحاد الفرنسي للكرة الحديدية ولعبة «بروفنسال» بالتعاون مع السلطات الرياضية الكويتية، للترويج لهذه الرياضة الودية وغير الاعتيادية، أي غير قتالية، ولتنظيم جلسات توضيحية، ودعم المبادرات في المدارس أو الأماكن العامّة، وتنظيم دورات تدريبية للمدربين والحكام في «الكرة الحديدية».

وفي هذا السياق، دعت السفارة رئيس الاتحاد العالمي لـ«الكرة الحديدية» كلو زيما، والمستشار الفني الإقليمي الاتحادي لهذه اللعبة جوليان مارو، اللذين أجريا بعض اللقاءات الرياضية مع مسؤولين رفيعي المستوى في الهيئة العامة الرياضة وفي اللجنة الأولمبية.

Ad


وفي تصريحات على هامش الحفل، قال زيما لـ«الجريدة»، إن «الكويت هي أول دولة في مجلس التعاون الخليجي التي نزورها، بهدف اشهار اتحاداً للكرة الحديدية»، مضيفاً «انها لعبة فرنسية بامتياز وهي باتت من تراثنا مثل (الباغيت) الخبز الفرنسي و(البيري) القبعة الفرنسية الشهيرة»، مشيراً إلى أنها «رياضة ناعمة وتعزز الصحة البدنية والنفسية وليسة مكلفة إطلاقاً».

وتابع «وحصلنا على استقبال رائع من قبل المسؤولين الكويتيين الذين التقيناهم لنشرح لهم عن هذه اللعبة، ونحن مهتمون برؤية أشخاصاً كويتيين وليس فرنسيين يتولون إدارة هذه اللعبة وادخالها إلى البلاد على غرار الرياضات العالمية الأخرى».

من ناحيته، قال مارو في تصريحات مماثلة لـ «الجريدة»، إن «البيتانك رياضة عالمية تُمارس في العديد من البلدان، ونخطط لإدخال هذه الرياضة إلى الكويت، وقد أجرينا لقاءات مع وزير الرياضة ثم مع رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، ولمسنا منهما اهتماماً كبيراً، كما نظمنا في المدرسة الفرنسية جولة تعريفية عن اللعبة وقد أحبها الطلاب كثيراً».

وتابع «إنها رياضة يسهل تعلمها ومن قبل الجميع وفي أي عمر، ولا تحتاج إلى الكثير من المعدات، فقط 3 كرات حديدية غير مكلفة مع كرة (جاك) الصغيرة، وهي رياضة توحّد الناس من كل الجنسيات ومن جميع الأديان».

وأوضح مارو، الذي يُعتبر واحداً من أفضل لاعبي فرنسا، «سنعود في مارس المقبل عند احتفال السفارة الفرنسية بأسبوع الفرانكوفوني، في محاولة لمعرفة ما إذا كنا سننجح في انشاء اتحاد كويتي لهذه اللعبة».

جدير ذكره أن «الكرة الحديدية» «بيتانك»، هي رياضة فرنسية بامتياز، ولدت سنة 1907 في مدينة لاسيوتا بجنوب فرنسا، عندما شجع لاعب سابق في لعبة «البروفنسال»، والذي لم يعد بإمكانه الركض كما هو مطلوب في هذه اللعبة، أصدقاءه على اللعب وقوفاً.

وباتت «الكرة الحديدية» تُمارس في أكثر من 120 دولة ولها اتحادات حول العالم، من أفريقيا، مروراً بالأميركيتين وأوقيانوسيا، فآسيا، وصولاً إلى أوروبا، كما أنها رياضة مدرسية في نحو 50 بلداً.

الكرة الحديدية هي رياضة بسيطة، حيث يمكن للجميع ممارستها، وهي ليست بحاجة إلى مرافق محددة، ولا إلى معدات أو أجهزة أو أماكن مخصصة، ولكن فقط كرات حديدية.

يُمكن أن يكون الملعب في الهواء الطلق أو في الداخل، وتسمح هذه اللعبة الصغار والكبار، الرجال والنساء، من جميع الأصول، حتى لو كانوا لا يتحدثون نفس اللغة، بالاستمتاع بها، كما يمكن ممارستها بسهولة للأشخاص ذوي الإعاقة بغض النظر عن نوع الإعاقة، بما في ذلك تلك التي تحتاج إلى شخص مساعد.

وعلى المستوى الشخصي، تُعتبر الكرة الحديدية رياضة مثالية، أي أنها رياضة نظيفة مع عدم وجود مشاكل تتعلق بالمنشطات أو المال، ورياضة تسهل التنشئة الاجتماعية، لأن صالة الكرة الحديدية سهلة البناء، وتصبح مكاناً للتجمع حيث يلتقي الناس، ويتجنبون عزلة الأشخاص الذين أصبحوا وحدهم أو لديهم مشاكل معينة.

ويُمكن ممارستها بشكل فردي ولكن أيضاً في فرق، ما يُعزز تطوير الروح الجماعية.

وكان لافتاً اقبال عدد كبير من الحضور الكويتي، رجالاً ونساء على تعلّم اصول اللعبة وممارستها في الوقت نفسه.