لبنان: رهان على حلٍّ عربي والعين على رباعي باريس
حركة داخلية لملاقاة المساعي الخارجية لحلّ الأزمة... والجامعة العربية تقيّم الوضع
يدخل لبنان عطلة الأعياد بشلل تام من الحكومة إلى مجلس النواب، إضافة إلى امتناع وزير الدفاع موريس سليم عن توقيع مرسوم تأجيل تسريح ضباط كبار أبرزهم رئيس الأركان، وعدم ترقية الضباط بفعل انعدام قدرة الحكومة على عقد جلسة ورفض رئيسها نجيب ميقاتي اعتماد المراسيم الجوالة. وعلى وقع هذا، فإن الاستعصاء نفسه لا يزال منسحباً على واقع الانتخابات الرئاسية، في وقت ينتظر اللبنانيون ما قد يظهر خارجياً من تحركات واتصالات تنعكس إيجاباً على الساحة الداخلية لتحريك الاستحقاق.
وبعد قمّة عمان، جاءت زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط لبيروت وعقده لقاءات مع المسؤولين، وكان كلامه خلالها واضحاً بشأن الحرص على إنجاز الاستحقاقات الدستورية وإنهاء الشغور الرئاسي، فضلاً عن إعلانه استعداد الجامعة للقيام بأي تحرك لانتخاب الرئيس، ووضع الخطة الاقتصادية للتعافي.
ونبّه أبوالغيط القيادات السياسية للالتفات إلى خطورة اللحظة وتجاوز الانقسامات واحتوائها وسط ظرف دولي مضطرب، داعياً إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين جميع القوى والتيارات السياسية، قبل تأكيده أن الجامعة على أتم استعداد للقيام بما يُطلَب منها في هذا الصدد.
وفي هذا السياق، تشير مصادر إلى أن الجامعة تعمل على إعداد تقريرٍ لتوضيح الصورة العامة للوضع والاختلافات بين القوى السياسية، وما يمكن القيام به في سبيل تقريب وجهات النظر، لتسجيل خرق في جدار الأزمة يؤدي إلى إمكانية التوافق على انتخاب الرئيس.
وتقول المصادر إنه بعد الانتهاء من التقرير هناك احتمال أن يُجري أحد مسؤولي الجامعة، بعد عطلة الأعياد، زيارة لبيروت للقاء المسؤولين، وتكوين صورة واضحة، وبحث إمكانية عقد حوار يؤدي إلى نتائج إيجابية.
في المقابل، تتوسع الرهانات اللبنانية على دور عربي يساعد في حلّ الأزمة، خصوصاً وسط معلومات عن احتمال عقد اجتماع فرنسي أميركي سعودي قطري في باريس، لبحث سبل الخروج من الأزمة اللبنانية.
وبحسب المصادر، لا شيء مؤكد حول عقد هذا الاجتماع، إلا أن التواصل مستمر بين هذه الدول، إذ تواصل باريس، عبر علاقاتها، مساعيها لدفع الدول إلى الاهتمام أكثر بالملف اللبناني لإنجاز الاستحقاقات، في وقت تشير مصادر أخرى إلى أن الأمر يرتبط بملفات إقليمية أخرى، ولذلك سيكون بحاجة إلى وقت طويل.