كشف مصدر في مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني ل«الجريدة»، أن المجمع عقد اجتماعات غير معلنة، ليل السبت الأحد، بأمر من المرشد علي خامنئي لمناقشة أسباب الاحتجاجات واستمرارها وكيفية حلحلة الموضوع، حيث أرجع معظم أعضاء المجمع السبب الرئيسي للمشكلة التي تعيشها البلاد إلى «احتكار السلطة من قبل التيار الأصولي المتطرف والعسكر، وعدم قدرة الحكومة على إدارة الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية».
وذكر المصدر أن الاجتماع شهد ملاسنات حادة بين بعض أعضاء المجمع والرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي وأعضاء حكومته، حيث شدد أغلب أعضاء المجلس، الذين يتم تعيينهم من قبل المرشد، على اختلاف انتماءاتهم السياسية، على أن الخطر الأكبر الذي يواجه البلد حالياً هو الانهيار الاقتصادي، بسبب عدم وجود سياسات مجدية للحكومة.
وأشار إلى أن بعض أعضاء المجمع قاموا باتهام حكومة رئيسي بأنها تستغل الأوضاع الحرجة التي يمر بها البلد لكي تغطي على فشلها وعجزها في تنفيذ المشاريع الاقتصادية، كما اتهم أعضاء المجلس الحكومة ب«التلاعب في سعر صرف العملة الصعبة والذهب»، محذرين من أن ذلك سيؤدي في النهاية إلى «انهيار اقتصادي شامل وفاجعة مع نفاد صرب عامة الناس».
وأضاف المصدر أن قيادة الشرطة الإيرانية لم تسلم من انتقادات أعضاء المجمع، حيث أكد النواب أن «انصياع قيادة الأمن لمطالب قادة التيار الأصولي المتطرف هو الذي تسبب في اندلاع الاحتجاجات المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي، وعدم قدرة الشرطة على التعامل مع الجمهور أدى إلى وصول الوضع لما هو عليه».
ولفت المصدر إلى أن أكثرية أعضاء المجمع أكدوا في تقرير رفعوه للمرشد أنه في حال لم تعمل الحكومة على حل المشاكل الاقتصادية وحلحلة خلافاتها الدولية فإن البلد سيشهد موجة احتجاجات أوسع وأشد ضراوة من الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها خلال الأشهر السابقة، ولن يمكن للنظام السيطرة عليها.
وأشار المصدر، وهو أيضا عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى أن التقارير الأمنية والتحقيقات التي أجريت مع المعتقلين من أفراد القوات الأمنية الذين رفضوا تنفيذ الأوامر بشأن التعامل مع المحتجين، تشير إلى انزعاج قطاع عريض بالأجهزة الأمنية من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها الجمهورية الإسلامية.
ابنة أخت المرشد
إلى ذلك، أفادت تقارير واردة من إيران، أمس، بأن فريدة مرادخاني ابنة شقيقة المرشد خامنئي، المعتقلة في سجن إيفين، دخلت في إضراب عن الطعام، مع تواصل خروج تظاهرات متفرقة بعدة مناطق في العاصمة طهران وعدد من المدن، بينها كرج ومشهد واصفهان وشيراز، لإحياء ذكرى مرور 100 يوم على بدء الاحتجاجات بسبب مقتل الشابة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل شرطة الآداب بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي. والناشطة المدنية فريدة مرادخاني، اعتقلت منذ نحو الشهر، بعد أن دعت الحكومات الأجنبية لقطع كل علاقاتها بطهران بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات، لكبح الاحتجاجات المناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية.
تسليح وتهديد
إلى ذلك، أفادت «القناة 12» في تلفزيون إسرائيل، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، بأن روسيا تخطط لمنح إيران عدداً من مقاتلات «سوخوي 35» المتقدمة قريباً.
وفي وقت سابق، كشف مصدر إيراني مسؤول ل«الجريدة» أن إيران تسلمت بالفعل مقاتلات «سوخوي 35» روسية متطورة مع تنامي خطوات تعزيز التعاون بين طهران وموسكو التي حصلت في المقابل على طائرات مسيرة إيرانية تستخدمها لمهاجمة أوكرانيا.
في السياق، ورغم تراجعها إلى المرتبة الثانية، في قائمة التهديدات المتوقعة لإسرائيل في عام 2023 المقبل، حازت إيران «حصة الأسد» في التهديدات، التي تضمنها تقرير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذي سيقدم قريباً، إلى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة.
الخطر مصدره ليس فقط المجال النووي، الذي هو بطبيعة الحال التحدي الرئيسي للدولة العبرية، لكن من منظور أوسع. في الآونة الأخيرة، تم تحديد تورط إيران في محاولة لتشجيع العمليات المسلحة ضد سلطات الاحتلال في الضفة الغربية. ومن المتوقع أن يستمر التدخل الإيراني على الجبهات الأخرى، على غرار دعم «حماس»، و«الجهاد الإسلامي» في غزة، و»حزب الله» في لبنان. وفي السياق النووي، يقدر التقرير استمرار إيران في المسار الحالي للتقدم البطيء نحو قنبلة نووية، لكن دون كسر القواعد.
وجاءت إيران في المرتبة الثانية بعد «التقلبات والأزمات العالمية» بقائمة التهديدات.