لليوم الثالث على التوالي، شلت عاصفة «الإعصار القنبلة»، التي تحدث مرة كل جيل ويرافقها ثلوج كثيفة ورياح قطبية عاتية معظم أرجاء الولايات المتحدة، وتسببت بمقتل 28 على الأقل وقطع الكهرباء عن مليون منزل وإلغاء وتأخر 13 ألف رحلة جوية.
ومع تحوّل العاصفة عشية عيد الميلاد إلى إعصار بقوة قنبلة بسبب تراجع حاد للضغط الجوي سبب انفجاراً في القطب الشمالي، توقعت خدمة الأرصاد تواصل أحوال الطقس الباردة إلى حد خطير في أنحاء وسط وشرق الولايات المتحدة نهاية الأسبوع قبل عودة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لهذا الوقت من السنة الأسبوع المقبل. وأدت العاصفة الشتوية، التي تعد من بين الأشد منذ عقود، إلى إغلاق بعض الطرقات الأكثر انشغالا بما في ذلك «إنترستيت 70» العابر للولايات والذي أغلقت أجزاء منه مؤقتا في كولورادو وكانساس.
وأعلنت دوائر النقل في عدة ولايات انعدام الرؤية تماما تقريبا نتيجة الثلوج داعية السكان إلى التزام منازلهم وحذرت السائقين من القيادة في ظل ذروة موسم السفر. وتأكدت وفاة 28 على الأقل في ولايات أوكلاهوما، وكنتاكي، وميسوري، وتينيسي، وسكنسون، وكنساس، ونبراسكا، وأوهايو، ونيويورك، وكولورادو وميشيغن، بحسب شبكة «إن بي سي».
وفي نيويورك، التي تعد من الأكثر تأثراً، نشرت الحاكمة كاثي هوتشل الحرس الوطني في مقاطعة إري ومدينتها الرئيسية بافالو حيث ذكرت السلطات أن أجهزة الطوارئ لم تعد قادرة على التعامل مع الظروف الصعبة الناجمة عن الصقيع.
وقال الرئيس التنفيذي لمقاطعة إري مارك بولونكارز «ما زال هناك على الأرجح مئات الأشخاص العالقين داخل مركباتهم وتم إرسال قوات الحرس الوطني إلى مدينة بافالو للقيام بعمليات الإنقاذ الخطيرة هذه». وأفادت خدمة الأرصاد بأن أكثر من 240 مليون شخص أو نحو 70% من السكان يتعرضون لعاصفة قطبية قادمة من كندا لم تشهد الولايات المتحدة مثلها منذ 40 عاماً.
ووثقت كاميرات وزارة النقل في مينيسوتا أكثر من 1500 حادث بسبب أكوام الثلج في الشوارع. وأكدت الشرطة وقوع 900 حادث و900 انزلاق وتسببت بإصابة 80 شخصًا.
وأدت العاصفة إلى إلغاء أكثر من 2300 رحلة جوية في أنحاء الولايات المتحدة أمس الأول وتأخر 5300 رحلة أخرى، بعد يوم على إلغاء نحو 6000، بحسب موقع التعقب «فلايت أوير».
وقال وزير النقل بيت بوتيدجيج، في تغريدة، إن «الاضطرابات الأكبر باتت خلفنا مع تعافي عمليات شركات الطيران والمطار تدريجيا»، ما يعزز آمال المسافرين العالقين في مطارات بينها أتلانتا وشيكاغو ودنفر ودترويت ونيويورك.
وبدأت عدة مدن بعضها في شمال كارولاينا قطع خدمة الطاقة نظرا للطلب الكبير على الطاقة، وهو أمر ترك بعض الأشخاص غير قادرين على تدفئة منازلهم بشكل آمن. وفي إل باسو في تكساس، تجمّع مهاجرون عبروا من المكسيك في الكنائس والمدارس وفي مركز للخدمة المدنية بحثا عن التدفئة، لكن البعض اختار مع ذلك البقاء في الخارج في ظل درجات حرارة متجمدة خشية لفت انتباه سلطات الهجرة.
وفي كندا، أصدرت مناطق كندية تحذيرات من أحوال الطقس الشديدة. وانقطعت الكهرباء عن مئات آلاف الأشخاص في أونتاريو وكيبك وألغيت العديد من الرحلات في مطارات فانكوفر وتورونتو ومونتريال.
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في تورونتو كيسلي ماكإيوين إن أمواجا بارتفاع ثمانية أمتار سجّلت في بحيرة إري، وهبّت رياح بلغت سرعتها 120 كلم بميناء فيربورت في أوهايو.