الشيخ عثمان الخميس... وصدمة محبيه بين التقدير والانتقاد!
ظهر الشيخ عثمان الخميس بمقطع كان صادما لأغلبية محبيه... تحدث فيه عن «حماس» وغزة، ولم يختلف مضمون كلامه عن مقاطع سابقة تناول فيها الموضوع ذاته، إذ عبّر عن اختلافه مع «حماس»، رغم دعمه لها في محاربتها للصهاينة... إلا أنه في هذا المقطع تعمّق أكثر في هذا الخلاف، حين وصفها بالمنحرفة وارتمائها في أحضان إيران، لكن القشّة التي قصمت ظهور محبيه كانت في قوله: «خل تخلص الحرب قد أسعى لتخريب هذه الجماعة أو هذا الحزب، لأنه مفسد»!!
هذا التصريح، بالإضافة إلى صدمته لمحبيه، تلقفته وسائل الإعلام الصهيونية بحفاوة كبيرة، وكأنها تقول: «هذه هي حماس التي تلوموننا في قتالها!».
يتمتع الشيخ عثمان بمحبة واسعة بين المسلمين والعرب، ويشتهر بتوازنه في حديثه عن القضايا الإسلامية، على عكس بعض المشايخ من غلاة التبديع، الذين وإن أكثروا الحديث، فإن كلماتهم لا تُسمع إلا كطنين ذبابة لا يلبث أن يتلاشى.
والشيخ نفسه يعلم أن هذه الحرب لم ولن تتوقف حتى تنتهي، وأنها بدأت قبل نشأة «حماس» وستستمر بعدها حتى يأتي وعد الله. فلماذا التركيز على حزب إسلامي في قتال مستمر مع الصهاينة بلا توقف؟ نحن ندرك تمامًا جرائم إيران في سورية، التي لن يسامحها السوريون حتى تشرب الأرض دماءهم! فضلا عن تواجد أذرعها في دول عربية عدة. ولكن هناك أيضًا من ارتمت في أحضان إيران والصهاينة وغيرهم من أعداء العرب والمسلمين، فهل يُغفر لها ذلك بحجة أن «السياسة تتطلب هذا»، بينما تُنكر هذه الحجة على «حماس»؟
إذا قلتم إن «حماس» مجرد حزب وليست دولة، فنقول لكم: لقد كانت تحكم غزة لولا الانقلاب العالمي عليها. ولو سلّمنا جدلاً بصحة كلامكم، فها هي غزة قد أغرقت أراضي العرب بدموعها، بينما الحكومات العربية ترفع ثوبها خشية أن تتبلل!... فلا تكونوا من أولئك الذين يقفون متفرجين على الغريق وهو يتخبط، باحثا عن قشة للنجاة، في حين أنكم تنتقدونه لاختيار تلك القشة، وأيديكم مكتوفة خلف ظهوركم، لا تمدون يد العون، بل تفتحون أفواهكم للنقد!
يا شيخ عثمان، استمع إلى أصوات محبيك، وهم كُثر، وخصوصا أصوات أهل غزة، التي تتوجه إليك وكأنها تستجدي منك اعتذارا حبا لك وخشية الصدمة منك... أنصت لهم، ودعْ عنك طنين بعض القوميين والطائفيين الذين تتقيأ حروفهم الفحش، وأعرض عن تطبيل غلاة الطاعة والتبديع لك، فهؤلاء أنفسهم كانوا بالأمس يصفونك بـ «السروري» تارة، وبـ «القطبي» تارة أخرى... فلا هذا الطنين النتن، ولا ذاك التطبيل الخبيث، ينبغي أن يلهياك عن الأصوات الصادقة في محبتك واحترامك ونصحك.