كان لدينا في كلية الطب رئيس لقسم الطب النفسي، وبالصدفة تقابلنا في المصعد، وعلى سبيل النكتة سألته: كيف أحوال المجانين في المستشفى يا فلان؟
وكان رده جاهزاً: والله يا حبيبي ليس هناك مجانين، والنزلاء بخير وعافية، ويتلقون الرعاية التامة، والحقيقة يا صديقي هي أن المجانين الحقيقيين معظمهم من يرتادون الدائري الرابع والخامس وبقية الطرق في الكويت، وهؤلاء لم أجد علاجاً لتفاديهم!
تذكَّرت هذه الطرفة عندما قرأت المانشيت التالي:
«300 مخالفة مرورية خلال 120 دقيقة في الشويخ».
ذلك يعني أن هناك أكثر من مخالفتين أو ثلاث بالدقيقة الواحدة!
كل ذلك رغم الجهود التي تبذلها إدارة المرور في وزارة الداخلية، إلا أن تلك الأرقام لا تُعقل، ولا يمكن استيعابها!
استهتار ورعونة أزهقت أرواحاً، وانتهى البعض بالمستشفيات، ومنهم من ينتهي بإعاقات وتشوهات.
ليست هناك دولة بحجم الكويت وبنفس العدد من السكان تصل بها المخالفات المرورية إلى هذا العدد. هذه الأرقام تثير الرعب والخوف لكل من لديه إحساس بالمسؤولية!
ارحمونا رجاءً، وحاولوا إيجاد الحلول والطرق الصحيحة لتصحيح الوضع بإقرار قوانين رادعة وأكثر حزماً، ومنها الحرمان من قيادة المركبات لفترة، أو إلى الأبد، لأن «أرواح الناس مو لعبة»!