أموركم بخير

نشر في 27-12-2022
آخر تحديث 26-12-2022 | 21:06
 حسن العيسى

في مثل هذه الأيام من نهاية عام وبداية عام جديد، وكل إنسان وكائن حي يقترب من نهاية مشوار الحياة، تستعرض الجرائد أهم أحداث السنة المنتهية، فمثلاً هناك الغزو الروسي لأوكرانيا، والصين وقيودها على وباء «كوفيد» لم تعُد مجدية، وجورجيا ميلوني (ممثلة اليمين في إيطاليا) تصبح رئيسة للوزراء، واستمرار السلام المؤقت في اليمن، والمحكمة العليا الأميركية تقلب مبدأ حكم «رو ضد ريد» في حق الإجهاض على النطاق الوطني.

وهناك أخبار كثيرة غيرها تخبرنا بأن الكون يمضي، والتغيير سنّة الحياة... ماذا عنّا في الإمبراطورية الكويتية؟!

تم حلّ مجلس الأمة وأُجريت انتخابات لمجلس جديد، وفازت أكثرية من المعارضة، وتم تشكيل وزارة جديدة متفاهمة تماماً مع المجلس النيابي، وتكاد تكون صورة مطابقة له، كأنهما توأم متشابه في جماليات المحافظة والمزايدة في دنيا التّزمُّت وقمع الحريات الخاصة وتناسي أهم أولويات الدولة، ورحل شيخ من منصب قيادي وجاء شيخ لمنصب قيادي، وتم إنهاء خدمات العديد من القياديين ولم يحلّ مكانهم أحد.

الأمور ماشية، ولله الحمد، ورُفعت شعارات وإعلانات رائعة في الشوارع العامة ستغيّر حركة التاريخ وستنهض بالتعليم وتزيد الإنتاج البشري، مثل إعلان أنت مو مثلي... وهي مثلية ومالت على البامية أم السناسين.

كذلك، وبمناسبة انتصار الولايات المتحدة الكويتية على شجرة أعياد الميلاد، وهي بدعة ابتدعها الروائي تشارلز ديكنز، وسارت على سنّته دول الغرب المتخلفة العلمانية منذ عام 1850 وحتى اليوم، وأعلنت دولة وزارة الداخلية الأحكام العرفية لرأس السنة الجديدة، ويقال إن آلاف العسكريين والمدرعات والمصفحات ستنزل الشوارع لنشر المزيد من البهجة في عالم المرح الكويتي، فهكذا تكون الإدارة السياسية التقدمية الواعية تضرب بيد من حديد بواحدة، وباليد الأخرى توزع المغانم والأموال من شراء إجازات و»صفوف أمامية» غير مستحقة وغيرها وغيرها... فالخير وفير، وإذا هبّت ريح النفط فاغتنمها، وإذا أفلست الأجيال القادمة فقولوا إن المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، وكنّا عمياناً فلم نرَ الغد، وهذا القضاء والقدر، وليس سوء تخطيط وغياب رؤية... وكان الله بالعون، وكل عام وأنتم بخير.

back to top