فيما يشبه إعلان تعبئة ورفع الجاهزية إلى الدرجة القصوى، وبعد تأكيدها أنها باتت مستعدة لتأمين احتفالات رأس السنة عبر تجهيزها 8 آلاف عسكري و900 دورية، تكون وزارة الداخلية أكملت خطة الهجوم على العام الجديد، لتستقبله بدلاً من الورود والرياحين، بالحشود الجرارة التي وصفها مراقبون بأنها تبث الرعب في نفوس المشاركين في الاحتفالات التي لا ينتظر أن تفلت من مقصلة وزارة الإعلام التي فرضت عليها المحاذير تلو المحاذير.

ورأى المراقبون، في لفتة ساخرة، أن هذا الإعلان، الذي يشبه بياناً حربياً من «الداخلية»، لا ينقصه إلا النص على الذخيرة والقنابل والدبابات والمدرعات وفتح باب التطوع لتكوين جيش شعبي معاون أمام تلك الظروف الاستثنائية العصيبة، لافتين إلى أن هذا المشهد يكمل ما بدأته «الإعلام» التي لا تفتأ تصدر بيانات قاتمة تتعهد فيها بحماية الفضيلة الكاذبة عبر منع أي مظاهر للفرح.

Ad

وأعربوا عن أسفهم أن تأتي تلك الاستعدادات العكسية في وقت يشهد جيراننا الخليجيون انفتاحات وقفزات تنموية وتعليمية وسياحية، وعقب أيام معدودة من انتزاع الشقيقة قطر إعجاب العالم أجمع وانبهاره مما شاهدوه لديها أثناء استضافتها لكأس العالم في بطولة استثنائية شهد الجميع أنها كانت أفضل تنظيم في تاريخ المونديال، فضلاً عما تشهده الإمارات بل السعودية نفسها من التطلع إلى المستقبل والانفتاح على العالم.

جانب من أفراح واحتفالات موسم الرياض 2022

وأضافوا أن تحرك «الداخلية» و«الإعلام» في هذا الاتجاه إنما يحمل رسالة حكومية بالغة الوضوح بأن الكويت لم تعد مكاناً لاستقرار سوى أصحاب هذا الفكر السوداوي وذلك التوجه الرجعي، وأن كل معارض له ليس أمامه غير الخضوع والإذعان دون كلمة واحدة، أو هجرة البلد غير مأسوف عليه، وهو ما ينسف مبدأ التعايش تحت قانون واحد يتساوى أمامه الجميع، دون أن تعتدي فئة على حريات الأخرى.

وأشاروا إلى أنه إذا كان هدف «الإعلام» من منعها كل مظاهر الفرح والاحتفال في الكويت هو إغلاقها في وجه أي مواطن أو مقيم يريد الاحتفال والبهجة في رأس السنة أو غيرها فقد بلغت الوزارة في ذلك أقصى الغاية، وهو ما تشهد به حجوزات سفر أعداد كبيرة من المواطنين الذين ولّوا وجوههم صوب دول الجوار بعدما تأكدوا من مضي «الإعلام» في تنفيذ ما توعدت به الناس.

واستنكر المراقبون أن تقوم وزارة يفترض فيها أن تكون واجهة للانفتاح ورسم صورة مشرقة عن بلدها، بمثل هذه التصرفات التي تسد أمام مواطنيها ومقيميها سبل البهجة في وقت هم أحوج ما يكونون إليها، في مقابل عقول متفتحة تأخذ بأيدي دول الجوار إلى تصدُّر المشهد واستقطاب الجميع لتغدو بلادها دوحة لكل مستظل، لافتين إلى أن «الإعلام» شاهدت بنفسها عندما نفذت مشروع «إنترلاند» مدى فرح الجماهير وإقبالهم وتشجيعهم لهذا التوجه.

أما عن «الداخلية»، فتساءلوا: «إذا كان لدى الوزارة مثل هذا العدد الكبير من العناصر والدوريات الهائلة والقوى الجاهزة للتدخل فلماذا لم يتم استثمارها في التشدد في حفظ الأمن العام وتطبيق القانون، وحل كثير من المشكلات، وفي مقدمتها مشكلة المرور التي تئن من جرائها مناطق الكويت وطرقها منذ سنوات ليست قليلة؟».