في أمسية هي الثانية من أمسيات «ذاكرة الأندلس»، التي تنظمها أكاديمية لوياك للفنون – «لابا»، بالتعاون مع شركة أجيال العقارية في مجمع الأندلس، تألقت المواهب الشابة في أداء أغانٍ وعروض كلاسيكية وفلكلورية حية، جسَّدت ليالي وأمسيات مصرية عريقة أحياها كبار الفنانين والنجوم المصريين ورواد المونولوج على مسرح الأندلس خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وضمن سلسلة «إيقاع» الثقافية التي تُعيد ذكريات الماضي، عزفت فرقة «حبايبنا» المصرية، بالتعاون مع فرقة «لابا» الموسيقية، أجمل الأغاني وأروع الألحان الطربية والشعبية والفكاهية.

Ad

وبلباس تقليدي تراثي يتناغم مع لباس فناني تلك الحقبة وحركات وأداء مماثل، أبدع الفنانون في تأدية مجموعة متنوعة من أغانٍ وعروض لاقت استحسان الجمهور وإعجابه الكبير. فقد تألقت زينب بركات في أداء أغاني الفنانة فايزة أحمد، مثل «بتسأل ليه عليا» و«قلبي ليك ميال»، و«يما القمر عالباب نور قناديله»، إضافة إلى أغنية «بقا عايز تنساني» للنجمة سعاد محمد، و«ليلي طال» للمونولوج الشهير محمود شكوكو.

وأبهر باسم يوسف الحضور بأغنية «سحب رمشو» للمطرب محمد قنديل، و«عنابي» للمطرب والملحن كارم محمود، سحرت دميانة يوسف عشاق الفن بأغنيتين للفنانة نجاة الصغيرة، هما: «أما براوة» و«عيون القلب». بدورها، ألهبت شروق شريف الأجواء، من خلال أغنيتين للفنانة شريفة فاضل، مرددة «لما راح الصبر مني»، و«على مين... حارة السقايين».

أما باسم وديع، فاستعاد باقة من أغاني المونولوج، بحيث أدى أغنية «السعادة» للفنان الكوميدي إسماعيل ياسين، و«حلو الحلو» للفنان شكوكو، و«اتفضل قهوة» للفنان عمر الجيزاوي. وتخلل الحفل دويتو لباسم وديع وشروق شريف، من خلال أغنية «عايز أروح» لأميرة المونولوج سعاد مكاوي والفنان إسماعيل ياسين.

قدَّمت الأمسية ميا مهدي من «لابا» بكلمات ترحيبية استذكرت فيها عقوداً من الزمن، وقالت: «ليلتنا مصرية بامتياز من أرض النيل والأهرامات إلى كويت العز والخير، حيث ندور في الشوارع والحارات، ونهديكم من مصر الحب والسلامات، ونسترجع روح الأندلس».

تأتي أمسية الليالي المصرية ضمن سلسلة أمسيات وفعاليات ثقافية وفنية تنفذها أكاديمية لابا و«أجيال»، احتفاءً بذاكرة الأندلس، وبالمشروع الذي عاود نشاطه بعد 28 عاماً، سعياً لتقدير إبداعات عمالقة الغناء العربي الذين وقفوا على مسرح الأندلس، ولإحياء حقبة زمنية راقية جعلت من الكويت مقصداً لكبار النجوم والفنانين الكويتيين والعرب والعالميين.

وكانت «لابا» أقامت الأمسية الأولى من أمسيات الأندلس بحفل غنائي أحياه جورج الصافي، نجل الراحل وديع الصافي، مستعيداً أجمل وأروع أغاني الفنان الكبير.

ومن منطلق اهتمامها العميق بالتعاون مع هيئات المجتمع المدني والمؤسسات والشركات الريادية، تثابر «لابا» على مواصلة الجهود لتعزيز الحراك الفني والثقافي في المجتمع الكويتي، نظراً لأهمية الفنون في تحقيق الانصهار والاندماج وتوحيد الشعوب، والارتقاء بوعي المجتمع.

وسيشهد مجمع الأندلس طوال سنة 2023، سلسلة عروض مسرحية وموسيقية حية لأصحاب الذوق الرفيع، إضافة إلى معارض فنية لفنانين محليين وإقليميين، وبرامج متميزة.