في إطار تحرّكات إيرانية محمومة للإبقاء على نافذة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة و«الترويكا الأوروبية» مفتوحة، بعد انسداد مسار فيينا لإحياء الاتفاق النووي، وتلويح إسرائيل بشن هجوم مباغت، سلّم وزير خارجية إيران حسين عبداللهيان إلى سلطان عُمان هيثم بن طارق، أمس، رسالة نووية وإقليمية من رئيسه إبراهيم رئيسي.
وأجرى عبداللهيان مباحثات مع السلطان تناولت مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة ومجمل المستجدات الإقليمية والدولية. ووصف عبداللهيان، عقب اللقاء، سلطنة عُمان بأنها «مركز الحوار الإقليمي حول مختلف القضايا، سواء فيما يتعلق بإيران أو أزمات المنطقة».
وقال إن «المسؤولين العمانيين لعبوا على الدوام دوراً إيجابياً وبنّاء في تقريب وجهات نظر الطرفين في مفاوضات رفع الحظر والوصول إلى الخطوات النهائية للاتفاق» بشأن إحياء المعاهدة الذرية التي أبرمت بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.
وأضاف المسؤول الإيراني، الذي وصل إلى مسقط ليل الثلاثاء الأربعاء، أن «الزيارة تشكّل فرصة لاستعراض القضايا الثنائية ومتابعة القضايا التي تحتاج إلى المزيد من التسريع»، موضحاً أن «الأزمات في اليمن وأفغانستان وأوكرانيا تحظى بالاهتمام». وذكرت «الخارجية» الإيرانية أن عبداللهيان وجّه دعوة للسلطان لزيارة الجمهورية الإسلامية.
وتأتي زيارة عبداللهيان بعد نحو أسبوع من تأكيد مصدر مطّلع ل «الجريدة» أن طهران قبلت الدخول في مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، بشرط الحفاظ على سريتها، تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية والاضطرابات المتواصلة وتراجُع عملتها التومان إلى 43 ألفاً مقابل الدولار الواحد أمس.
في غضون ذلك، شدّد المتحدث باسم لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان، أبوالفضل عموئي، على أن «الغربيين ربما كانوا يأملون في أن تؤدي اعمال الشغب الأخيرة إلى منحهم مزايا سياسية، أو إضعاف موقف إيران في المفاوضات، لكن مع رؤية الهدوء والأمن العام في البلاد، يمكن للغربيين التوصل إلى أن إيران لا تنوي التراجع عن مصالحها الخاصة في المفاوضات».
في السياق، نشرت الإذاعة والتلفزيون فيديو يصف رد فعل إيران في حال قامت إسرائيل بضربة محتملة لمواقعها النووية، حيث حذّر من تدمير أهداف محددة خلال دقائق، وأن موجة من الهجمات الصاروخية ستدمر مدينة تل أبيب. وأشار المتحدث في المقطع، يونس شادلو، إلى أن «إسرائيل أجرت أخيراً تدريبات مع الولايات المتحدة لمحاكاة هجوم على إيران».
وهدد المتحدث بتدمير موقع إنتاج رأس حربي نووي إسرائيلي في ديمونا ضمن عدة أهداف إسرائيلية سيقصفها «الحرس الثوري» بصواريخ تعمل بالوقود الصلب، بغضون 7 دقائق، في حال نجحت المقاتلات الإسرائيلية في ضرب منشأة نطنز النووية الكبرى المدفونة تحت جبل، مؤكدا أنها لن تجد قاعدة للهبوط عند عودتها.
إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير الإيراني في روما احتجاجا على تصرفات سلطات طهران «غير المقبولة» في قمع تظاهرات الحراك الشعبي المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي.