استضاف مسرح مركز اليرموك الثقافي، أمس الأول، حفل المطرب والموسيقي الكويتي يوسف ياسين، بعنوان «حوار قيثارة»، والذي كان مسك ختام حفلات دار الآثار الإسلامية لعام 2022، حيث أبحر وأبهر الجمهور بألحانه الخاصة وأسلوبه المبتكر في تقديم فن الصوت التراثي بأسلوب عصري وأدوات غربية، ما يؤكد أن الفنون الأصيلة لا تختفي، بل تبقى وتتجدد وتقبل التطور وتطرب جمهورها بأساليب متنوعة وعلى مدى العصور.

في بداية الحفل، رحَّب رئيس ديوانية الموسيقى بدار الآثار م. صباح الريس، بالجمهور الذي امتلأت به قاعة الحفل، بانتظار ظهور الفنان يوسف ياسين، الذي يتمتع بجماهيرية كبيرة بين الشباب والكبار، وهو ما لفت إليه الريس في كلمة الترحيب بالفنان الشاب، الذي استطاع أن يبتكر أسلوبه الخاص في الفن، وأن يدعم تراثه وفنونه الكويتية الأصيلة، مع ترك بصمته الشبابية وروحه على أعماله.

Ad

انطلاق الحفل

في السابعة مساء أمس الأول انطلق الحفل بقيادة المطرب والملحن يوسف ياسين، الذي صاحب الفرقة الموسيقية بعزفه على الغيتار والعود، إلى جانب غنائه أعمالاً من فن الصوت، وأخرى من أغنياته الحديثة، التي تعاون فيها مع جيله من الشعراء الشباب، وشارك في الفرقة الموسيقية: حسام جعفر على آلة الدرمز، وستيف نعيم على آلة البيز، وارشد جهنك عازف الناي.وقدَّم ياسين أولى أغنياته بعنوان «أسرار»، والتي كانت مدخلاً قوياً للحفل وللجمهور، الذي تفاعل مع الأغنية، وتمايل على ألحانها، وأعقبها بتصفيق حار.

وبنهاية الأغنية الأولى، رحَّب ياسين بالجمهور، وأعرب عن شكره وامتنانه لمحبيه، وداعمي فنه، وخص بالشكر دار الآثار الإسلامية، التي تستضيف وتستدعي المواهب الشبابية، وتعطي الجمهور فرصة للتنوع والتذوق الفريد، ثم انطلق بعدها في استكمال برنامج الحفل.

فن الصوت

وكانت ثاني الأغنيات بعنوان «الأشياء»، تلاها قالب الصوت العربي، وهي أغنية «ملك الغرام» من التراث الكويتي القديم التي أعاد ياسين صياغتها بأدواته الغربية، ثم تلاها بأغنية «أهلاً وسهلاً بمن فاق القمر»، القالب صوت شامي، وهي أيضاً من التراث الكويتي، حيث إن هناك 3 أنواع من فن الصوت، هي: الصوت العربي، والصوت الشامي، والصوت الخيّالي، ونجح ياسين في تقديم اثنين منها ببراعة واختلاف، وهما: «العربي» و«الشامي».

وفي انتقاله من الشرق إلى الغرب، أبحر الجمهور مع ياسين على أمواج هادئة، وفي ليلة ساحرة، حين أخذهم عبر أغنيته الإنكليزية (untitled)، وتعني «بدون عنوان»، وهي أغنية من كلماته، وألحانه، واختتم برنامجه للحفل بأغنيتَي «الله أعلم» و«لو شنو يصير».

ألبوم جديد

وفي تصريح ل «الجريدة»، قال ياسين: «سعادتي لا تُوصف باستقبال الجمهور وبرضائهم عن الحفل، وهو ما يشجعني كمطرب وملحن كويتي على تقديم الأفضل، كما يعكس تقبل وحُب الجمهور لمحاولاتي في المزج الموسيقي بين التراث الشعبي والجاز والموسيقى المعاصرة، التي تتمحور حول عزف المقامات العربية على آلة الغيتار الغربية، ما يخلق فرصة لترجمة بعض الفنون الشعبية العربية، وتحديداً فن الصوت الخليجي، بأسلوب غربي مميز».

وكشف ياسين عن استعداده لإطلاق ألبوم جديد خلال عام 2023 بعنوان «الله أعلم»، وهي الأغنية الرئيسية بالألبوم، والتي قدمها بالحفل، داعياً الجمهور إلى ترقب الألبوم، الذي يعد محاولة تأملية تمزج بين القديم والجديد في رحلة إلى الفضاء والهدوء أشبه بالخيال.

وأكد: «أشعر في ألحاني بأنني مجرد وسيط بين الإلهام والجمهور، وكأني ريشة في يد فنان تشكيلي، حيث أقوم بترجمة ما يصلني من مشاعر في موسيقى تأملية تعبر عما بداخلي».

وأضاف أن الألبوم سيتكون من 6 أغنيات بالتعاون مع باقة من الفنانين، منهم فرقة مخالف في البحرين، وارشد جهنك، عازف الناي، مبينا أنه أصدر ألبومه الأخير عام 2016 بعنوان «Visions» (رؤى)، والذي سجله في مدينتي بوسطن ونيويورك عندما كان يعيش هناك.