على مسرح د. سعاد الصباح، نظمت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة حول أدب الهايكو، لاستعراض أقصر وأصعب شِعر في العالم، والتي شارك فيها رئيس بيت الترجمة بدر الفيلكاوي، ومؤسس ورئيس نادي الهايكو الأدبي الشاعر فيصل العنزي، وقام بإدارة المحاضرة أسامة الشلال.
في البداية، قال الفيلكاوي إن شعر الهايكو هو أقصر شِعر بالعالم، فهو مكوَّن من 17 مقطعاً صوتياً باليابانية، لكنه يُعد من أصعب أنواع الشعر نظماً، لأنه يحتاج إلى تطبيق 4 شروط معينة، مضيفاً: «رغم صعوبته، فإنه يزدهر في الوطن العربي، بعد أن تأسس باليابان في حوالي عام 1600، لكن دخوله على العالم بدأ حديثاً، حيث يعتبر في الوقت الحالي من شِعر الحداثة، وحظي باهتمام كبير في العالم الغربي، ومن ثم انتقل إلى الدول العربية».
وأشار إلى أن شعراء الهايكو يجب أن يكون لديهم معرفة بالثقافة اليابانية، لأن هذا النوع من الشِّعر مرتبط ارتباطاً وثيقاً ببيئته، ولابد أن يستخدم مصطلحات تدل على البيئة والموسم، وفي حال كان يملك هذه المعلومات يتعيَّن عليه أن ينظمه في 17 مقطعاً لفظياً منظومة بترتيب 5,7، 5.
وذكر العنزي أن نادي الهايكو يعمل على تنظيم ورش تدريبية، وأيضاً ندوات فكرية وأمسيات شعرية، لافتاً إلى أنهم يحاولون مواكبة الوطن العربي، مثل: المغرب ومصر، مبيناً أن «الهايكو، وفق قراءاته للمشهد الثقافي، هو آخر شكل من أشكال الكتابة، لو قلنا قبله قصيدة النثر أو الشعر الحُر، والرومانسي، والكلاسيكي، فهو آخر محطة وصل إليها الأدب»، وقال إنه إضافة جميلة إلى اللغة العربية.
وأوضح أن نادي الهايكو يعمل على توضيح وشرح أصول وقواعد هذا الشِّعر، مبيناً أنهم في الوطن العربي لم يلتزموا بالوزن، لاختلاف الأوزان ما بين اللغة العربية وبين الشعر الياباني، حيث لها قواعد أصلية، كأن تكون صورة مشهدية مختزلة في المواسم الأربعة، لافتاً إلى أن بعض الشعراء قاموا بتطوير وتجديد الهايكو مع موجة الحداثة وما بعد الحداثة.