وجهة نظر: بعض المتاحف تعج بالتحف المزورة
بعاني سوق التحف والوثائق من الأفاقين الذين يلجون إليه من أجل تحقيق مكاسب مالية معتمدين على أمرين: الأول إجادتهم للتزوير وثقافتهم بالتاريخ والفنون السائدة للفترات التاريخية المقصودة بالتزوير، والثاني اعتمادهم على ثغرات الجهل التي يعانيها مقتنو التحف والوازع النفسي الذي يزين لهم رغبة الاقتناء على حساب الحذر.
وربما تكون التماثيل والمنحوتات هي الأكثر عرضة للتزوير، حيث يتميز مزوروها بالاحترافية الشديدة، فهم لا يبدؤون بتزوير مجموعة تماثيل تحاكي فترة زمنية محددة لحضارة محددة إلا بعد الإلمام بتاريخ الحقبة ونوع المنحوتات والمواد المستخدمة في تلك الحقبة، ويقال إن طريقة التزوير تبدأ بالحصول على منحوتة حقيقية في البداية، ثم القراءة المتخصصة في تاريخ الحضارة والحقبة الزمنية التي تمثلها التحفة، ثم البدء بعملية تقليد لها أو نحت تحف تحاكيها يمكن تسويقها على أنها مجموعة من المنحوتات الأصلية التي تمثل تلك الحضارة في تلك الحقبة.
وما يسهّل عملية التزوير احترافية المزورين الشديدة وبدائية المنحوتات الحقيقية ووفرة المواد القديمة التي تم استخدامها في النحت وهي إما مواد معدنية متوافرة اليوم بدرجات الجودة المطلوبة أو مواد فخارية شائعة أيضاً، ويعتبر الخبراء الحقيقيون القادرون على كشف تزوير المنحوتات قليلين جداً ويقتصر ذلك على بعض المديرين الكبار للمتاحف العالمية وبعض تجار التحف العالميين.
ويتم كشف تزوير المنحوتات بطريقتين إحداهما بالأشعة لتحديد عمر التمثال ونوع المادة المستخدمة وتشابه عملية النحت بطرق النحت القديمة، والثانية حسية تعتمد على قدرة خبراء التحف على قراءة وجوه التماثيل إن كانت محملة بأحاسيس أو مشاعر من خيال ابتسامات أو مسحات حزن وما شابه ذلك من قراءات حسية غير موجودة في المنحوتات القديمة نهائياً، حيث لم يكن النحاتون في الحضارات القديمة يستطيعون استحضارها أثناء عملية النحت، وتعتبر طريقة الكشف بالأشعة الأكثر واقعية في إثبات عملية التزوير لكن خداعها ممكن، في حين أن الطريقة الحسية تبقى ظنية لا يمكن للخبير إثباتها حتى إن كان واثقاً تمام الثقة من عملية التزوير.
ونقل لي أحد الأصدقاء أن بعض العاملين في المتاحف العراقية التي كانت تضم المخطوطات والكتب الورقية القديمة كانوا بعد سقوط نظام صدام يعرضون هذا النوع من المخطوطات للبيع بأسعار متدنية قياساً بالقيمة السوقية لها، وقد بيعت أعداد كبيرة من هذه المخطوطات والوثائق الورقية القديمة لبعض جامعيها والمتاجرين بها في بعض الدول العربية، وخصوصا الخليجية منها، فتبين أن أغلبها كان مزوراً بدقة بسبب خبرة هؤلاء ووفرة الأدوات المستخدمة في أماكن عملهم والتي كانت تستخدم في ترميم الوثائق.
ومشكلة المتاحف العربية أن بعض أصحابها يهتمون بالكم أكثر من النوع، وأن قدرتهم على تقييم القيمة المالية للوثائق لا يقوم على معايير واضحة ومحددة بقدر ما يعتمد على عملية العرض والطلب، مع غياب أي وسائل عملية لفحص سلامة الوثائق وغياب الخبرة المطلوبة أيضاً، ولذلك فإن هؤلاء المقتنين يقعون في فخ التزوير بسهولة إذا ما كانت عملية التزوير دقيقة وقامت بها أيد خبيرة، كما أن أصحاب بعض المتاحف الوثائقية ليسوا مستعدين لعرض وثائقهم لفحص عملي لأنهم أسرى حب الاقتناء وشغف التملك، ولعل العامل النفسي الرافض للاعتراف بأنهم قد وقعوا ضحية عمليات التزوير المنتشرة في سوق التحف والوثائق يجعل روح المكابرة فيهم تفرض نفسها.
وربما تكون التماثيل والمنحوتات هي الأكثر عرضة للتزوير، حيث يتميز مزوروها بالاحترافية الشديدة، فهم لا يبدؤون بتزوير مجموعة تماثيل تحاكي فترة زمنية محددة لحضارة محددة إلا بعد الإلمام بتاريخ الحقبة ونوع المنحوتات والمواد المستخدمة في تلك الحقبة، ويقال إن طريقة التزوير تبدأ بالحصول على منحوتة حقيقية في البداية، ثم القراءة المتخصصة في تاريخ الحضارة والحقبة الزمنية التي تمثلها التحفة، ثم البدء بعملية تقليد لها أو نحت تحف تحاكيها يمكن تسويقها على أنها مجموعة من المنحوتات الأصلية التي تمثل تلك الحضارة في تلك الحقبة.
وما يسهّل عملية التزوير احترافية المزورين الشديدة وبدائية المنحوتات الحقيقية ووفرة المواد القديمة التي تم استخدامها في النحت وهي إما مواد معدنية متوافرة اليوم بدرجات الجودة المطلوبة أو مواد فخارية شائعة أيضاً، ويعتبر الخبراء الحقيقيون القادرون على كشف تزوير المنحوتات قليلين جداً ويقتصر ذلك على بعض المديرين الكبار للمتاحف العالمية وبعض تجار التحف العالميين.
ويتم كشف تزوير المنحوتات بطريقتين إحداهما بالأشعة لتحديد عمر التمثال ونوع المادة المستخدمة وتشابه عملية النحت بطرق النحت القديمة، والثانية حسية تعتمد على قدرة خبراء التحف على قراءة وجوه التماثيل إن كانت محملة بأحاسيس أو مشاعر من خيال ابتسامات أو مسحات حزن وما شابه ذلك من قراءات حسية غير موجودة في المنحوتات القديمة نهائياً، حيث لم يكن النحاتون في الحضارات القديمة يستطيعون استحضارها أثناء عملية النحت، وتعتبر طريقة الكشف بالأشعة الأكثر واقعية في إثبات عملية التزوير لكن خداعها ممكن، في حين أن الطريقة الحسية تبقى ظنية لا يمكن للخبير إثباتها حتى إن كان واثقاً تمام الثقة من عملية التزوير.
ونقل لي أحد الأصدقاء أن بعض العاملين في المتاحف العراقية التي كانت تضم المخطوطات والكتب الورقية القديمة كانوا بعد سقوط نظام صدام يعرضون هذا النوع من المخطوطات للبيع بأسعار متدنية قياساً بالقيمة السوقية لها، وقد بيعت أعداد كبيرة من هذه المخطوطات والوثائق الورقية القديمة لبعض جامعيها والمتاجرين بها في بعض الدول العربية، وخصوصا الخليجية منها، فتبين أن أغلبها كان مزوراً بدقة بسبب خبرة هؤلاء ووفرة الأدوات المستخدمة في أماكن عملهم والتي كانت تستخدم في ترميم الوثائق.
ومشكلة المتاحف العربية أن بعض أصحابها يهتمون بالكم أكثر من النوع، وأن قدرتهم على تقييم القيمة المالية للوثائق لا يقوم على معايير واضحة ومحددة بقدر ما يعتمد على عملية العرض والطلب، مع غياب أي وسائل عملية لفحص سلامة الوثائق وغياب الخبرة المطلوبة أيضاً، ولذلك فإن هؤلاء المقتنين يقعون في فخ التزوير بسهولة إذا ما كانت عملية التزوير دقيقة وقامت بها أيد خبيرة، كما أن أصحاب بعض المتاحف الوثائقية ليسوا مستعدين لعرض وثائقهم لفحص عملي لأنهم أسرى حب الاقتناء وشغف التملك، ولعل العامل النفسي الرافض للاعتراف بأنهم قد وقعوا ضحية عمليات التزوير المنتشرة في سوق التحف والوثائق يجعل روح المكابرة فيهم تفرض نفسها.