كثيرة هي الذكريات الجميلة التي نعيشها خلال العمر وتصبح من الماضي المؤنس الذي نلجأ إليه لرسم الابتسامات أو نشر الدعوات في الأثير لمن صحبنا خلال رحلة المسير الماضية، أو نتذاكرها مع أطفالنا وأحفادنا وجيراننا القدامى، بل نتفاخر ببطولاتنا في تربية أجيالنا القادمة وغرس الفضائل والفتوة والكرامة فيهم، ولكن لم يكن أحدنا يتوقع أن الأيام قد تمسح كثيراً من المواقف والضحكات واللحظات الجميلة أو المؤلمة كلما تقدم العمر وزاد على 60 أو 70 عاما من الجهد والتعب على الجسم والدماغ، خصوصا إذا اضطر الشخص للعيش وحيداً بعيدا عن أعماله أو بعد أن تزوج الأولاد خارج دائرته!
مع التقدم في العمر في كل الكائنات تشيخ وتهرم كثير من الخلايا في أجسامها وتموت غالبيتها، ولا تعود للتجدد كما في أوائل العمر، وخلايا الدماغ منها، فكثير من الخلايا المسؤولة عن الذاكرة وترتيب أولويات الأحداث في الدماغ تهرم من كثرة الخمول وعدم الاستعمال، بالإضافة إلى المعيشة السلبية والتغذية غير الصحية، مما تتسبب فيما يسمى مرض «الزهايمر» أو الخرف، ومن أعراضه فقدان بعض الذاكرة واضطراب الأفكار، خصوصاً أثناء الحديث، كما أن المريض يجد صعوبة في التركيز لعمل معين أو القدرة على اتخاذ قرار، مما يؤثر على المزاج والثقة بالمحيطين، كما يلجأ المريض إلى العزلة منعاً للإحراج.
لذلك كان المسح الدماغي لمريض الزهايمر والتحاليل المخبرية مهمين للوقوف على الحالة المرضية والتأكد من التشخيص، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الكثير من الأدوية تزيد الحالات سوءاً نظراً لمضاعفاتها، خصوصاً إذا أخذت بدون انتظام أو كلها في الموعد نفسه وعدم شرب الماء الكافي مثل أدوية الضغط والكوليسترول المرتفع والسكري غير المنتظم، حيث إن المرض من أعراضه التشتت وعدم التركيز إجمالاً، وقد يكون على حساب علاجاته!
ومن ناحية أخرى وجد أن الرياضة والتمارين العقلية ومساج الوجه بزيت الزيتون وشرب الماء الكافي والنوم المبكر والجلوس مع الأحباب وتذكر اللحظات الجميلة، هو من أهم خطوات العلاج للخروج من خطر الإصابة الحقيقية، وتفادي كسل الخلايا الدماغية في التذكر لأقل المعلومات، أو الوقوع بالمضاعفات المرضية المصاحبة للمرض كسلس البول وضيق التنفس لأسباب كثيرة، أو التلعثم بالمشي والخوف من الظهور!
ولا يمنع الاستعانة بالمكملات الغذائية كالفيتامينات المقوية للدورة الدموية والذاكرة كشاي الجسينسينغ أو حبوب الجينكوبيلوبيا (أحياناً تباع في حبة واحدة)، أو تلك التي تساعد في الخروج من الاكتئاب والنوم السعيد كالميلاتونين مثلاً، وفيتامين باء المهدئ.