نقطة: سنين خالي الوفاض
سنة تلحق أختها، ولا فارق يُذكر في الكويت ما بين 2010 و2022 إلّا تغيّر الوجوه والهواتف النقالة، فانتقلنا من عصر الهواتف النقالة العادية إلى الذكية التي جاءت بالعالم وأخباره وعلومه لتضعه في جيبك، أما بالنسبة إلى الوجوه فيبدو أنه قد حدث العكس.
الوقت ليست له قيمة هنا، اليوم مثل السّنة، والسنة مثل العشر، ولا ينمو أو يتطور إلّا الشيب على الوجوه، فكل شيء مؤجل والمواعيد لا تنتهي، والوعود لا تتحقق، والانتظار لا ينتهي، والأيام تضيع بين سفاسف الأمور وتوافه القضايا وسخائف الأحداث، لكنّ الفراغ يعطي للفارغ أهمية لا يستحقها كي يمرّ الوقت ويشعر الكثيرون بأهميتهم، وكأننا نعيش في بقعة منفصلة عن العالم من حولنا وما يجري فيه.
في الكويت، لا تتفاءل ولا تتشاءم، ولا تجعل مزاجك بيد الجو العام والنقاشات السياسية، ولا تدعِ المعارك والجدالات تعكّر صفو يومك وحياتك، ألقِ عليها نظرةً عابرة، لكن لا تنجرف معها وتحترق في أتونها التي تطالب بالمزيد، ولن تتوقف ويضيع عمرك بينها هباء منثوراً، فهي غالباً مجرد تسالي لتفريغ الطاقة والعُقَد العميقة في مكان يفتقر لمصادر الفرح والمتعة والبهجة، وغالباً لن يتغيّر بعدها شيء للأفضل، هذا إن تغيّر.
كل عام وأنتم بخير وتغيير.