احتفل العالم بحلول سنة 2023، مودعا عاما مضطربا شهد أحداثا سياسية ورياضية واجتماعية واقتصادية مختلفة، أبرزها الحرب في أوكرانيا، والتضخم القياسي، وفوز الأرجنتين بمونديال قطر، ووفاة شخصيات بارزة، آخرها البابا بنديكتوس السادس عشر.

وكان كثر حول العالم ينتظرون حلول السنة الجديدة بفارغ الصبر، على أمل التخلص من عام 2022، الذي لم يكن سهلا بأي جانب من جوانبه.

Ad

في نيويورك، أمطرت قصاصات الورق الملون (كونفيتي) على الحشود في ساحة تايمز سكوير، بعد هبوط الكرة الشهيرة، وهو تقليد يعود تاريخه إلى عام 1907، مع انتظار زوار من كل أنحاء العالم لساعات تحت المطر وفي البرد ليكونوا جزءا من هذا الحدث.

وفي البرازيل، تجمعت حشود كبيرة على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو، للاحتفال برأس السنة على وقع الموسيقى والألعاب النارية. أما في أوغندا فتحولت الاحتفالات لمأساة، إذ لقي 9 حتفهم بتدافع في مركز تسوق بالعاصمة.

وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، انتهز الباريسيون والسياح الفرصة للتجمع بعرض للألعاب النارية بشارع الشانزليزيه.

وقبل ساعات، كانت سيدني من بين أولى المدن الكبرى التي انتقلت للعام الجديد، مستعيدة لقب «العاصمة العالمية لعيد رأس السنة»، بعدما شهدت في العامين الماضيين إغلاقا واحتفالات محدودة بسبب تفشي «أوميكرون».

وسُجلت العام المنصرم استقالات جماعية لموظفين بعد أزمة الوباء، وصفعة في احتفال توزيع جوائز الأوسكار، وتقلص ثروات أصحاب المليارات جراء تدهور قيمة العملات المشفرة، كما شهد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وأسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه، والزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف، والرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين، ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، وأخيرا البابا السابق بنديكتوس السادس عشر عشية رأس السنة.

على صعيد آخر، تجاوز عدد سكان العالم العتبة التاريخية البالغة ثمانية مليارات شخص في نوفمبر، لكن قبل كل شيء سيتذكر العالم سنة 2022 دائما لأنها شهدت عودة الحرب إلى أوروبا مع الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تسبب في مقتل نحو 7 آلاف مدني، وإصابة 10 آلاف، وفرار 16 مليون أوكراني، بحسب الأمم المتحدة.

وفي مشهد مختلف، بدا أن هناك شهية ضعيفة للاحتفالات الكبرى في روسيا، فقد ألغي عرض الألعاب النارية التقليدي مع تصريح الرئيس فلاديمير بوتين في خطاب العام الجديد بأن «الحق الأخلاقي والتاريخي» يقف إلى جانب روسيا بمواجهة إدانة دولية بسبب الحرب.

في غضون ذلك، كانت لندن تستقبل الحشود التي توافدت لمشاهدة عرض الألعاب النارية الخاص بليلة رأس السنة، والذي يقام للمرة الأولى منذ ظهور جائحة كوفيد.

واستقبلت منطقة الشرق الأوسط عام 2023 بعرض تقليدي للألعاب النارية من أعلى مبنى في العالم، برج خليفة الذي يبلغ ارتفاعه 830 مترا في دبي، وأضافت أضواء الليزر زخما إلى المشهد في هذا المعلم الشهير الذي بيّن رسائل من بينها «العناق مجددا»، في إشارة واضحة إلى نهاية القيود المرتبطة بكوفيد.

لكن بخلاف ذلك، تبدأ الصين عام 2023 بمكافحة زيادة في إصابات كوفيد، لكن احتفالات ليلة رأس السنة أقيمت كما كان مخططا لها، رغم اكتظاظ المستشفيات في أكبر بلد بالعالم من حيث عدد السكان، مع الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بالفيروس، بعد قرار رفع تدابير «صفر كوفيد» الصارمة.