عرَّف الفنان أسعد بوناشي الفن المفاهيمي، بأنه نوع من الفنون بدأ في القرن العشرين، من خلال رائد الحركة السريالية الفنان الفرنسي مارسيل دوشامب، ويعتمد على تحويل أي نوع من الأفكار وتجسيدها، حتى تصبح ملموسة بشكل إبداعي.

وذكر بوناشي أن الفن المفاهيمي أخذ أشكالاً لا تُعد ولا تُحصى، وأعطى بعض النماذج لأشهر الفنانين الذين أبدعوا في هذا الفن على المستوى المحلي، مؤكداً أن الفنانة منيرة القديري ظاهرة فكرية جديدة في عالم الفن، حيث قدَّمت عملاً جميلاً جداً في فعاليات كأس العالم 2022، عبارة عن فن مركب من مادة زجاجية تستخدم في صناعة الغواصات تمثل منحوتات بحرية مجهرية، لافتاً إلى أن الفكرة ذكية، لأنها تبرز البيئة الخليجية.

Ad

وأشار إلى أن من أبرز مبدعي هذا الفن العالميين جوزف كوست، الذي يُعد من رواد المراحل المبكرة للفن المفاهيمي، وأشهر أعماله «كرسي وثلاث كراسي» عام 1965، والعمل عبارة عن كرسي حقيقي وصورته الفوتوغرافية بهدف تمثيل الشيء.

وبيَّن أن الهدف الرئيسي للفن المفاهيمي، هو أنه يدور حول «الأفكار والمعاني» بدلاً عن المنحوتات، واللوحات، وغيرها، لافتاً إلى أن الفنانة الصربية المعاصرة مارينا أبراموفيتش عبَّرت من خلال أعمالها عن حرية الإنسان في التفكير لمعالجة قضايا اجتماعية ونفسانية.

وقدَّم بوناشي عرضاً مرئياً خلال تقديمه محاضرة في مركز عبدالله السالم الثقافي بقسم الفنون بعنوان «الفن المفاهيمي»، بحضور مسؤولة الفعاليات في مركز الشيخ عبدالله السالم مها المنصور، وجمع من الفنانين والمهتمين، حيث عرض مجموعة من الفيديوهات التي توضح أن الفن المفاهيمي من أبرز الفنون في الوقت الحالي.

وأعطى تسلسلاً تاريخياً لتدرج المفهوم منذ بداية العصر الحجري، وقدَّم نموذجاً لذلك، وهي تماثيل فينوس ولندورف في العصر الحجري، ومن ثم انتقل إلى عصور الفراعنة القديمة والمتوسطة والحديثة، مبيناً أنهم تميزوا بدقة في النحت.

وأكد أن الإنسان طوال السنين حاول أن يضع هوية بفنه تثبت وجوده، وأنه على مستوى عالٍ من الذكاء، ولديه القدرة الخارجية في كشف العلوم والمعارف التي يملكها في الحقب الزمنية القديمة، ومثال على ذلك العصور الإسلامية القديمة، التي استخدمت الزخرفة والمنحوتات، مبيناً أن العصور الإسلامية سبقت عصور النهضة في الفنون، وليس في العلوم، كما ذكر العالم الفيزيائي نايل ديغراس.