أطباق شهية مُحنّطة في مقبرة توت عنخ آمون
لم تكن الحضارة الفرعونية محض حضارة بناء وتشييد، فعلى الرغم من أن الإرث الأبرز الذي خلَّفوه لأحفادهم هو المعابد والآثار التي لا مثيل لها في العالم، فإنّ القدماء المصريين تركوا وراءهم أيضًا حضارة ذات بصمة واضحة في العلوم والثقافة والفنون وكل شيء، بما في ذلك عاداتهم وتقاليدهم وأطباق طعامهم المفضلة.
وقد احتل الطعام أهمية في حياة الفراعنة، وهو ما يتّضح من إحدى وظائف الملك نفسه والاعتقاد بأن «كلماته هي التي تخلق الطعام». كما أن المصريين عرفوا زراعة خضراوات عديدة، مثل البصل والثوم والبازلاء والخس، وهناك نقوش تشير إلى أنهم كانوا يعرفون منذ عصور مبكرة زراعة التّمر الذي يُعدّ فاكهة شعبية لعموم السكان، إلى جانب فواكه التين والعنب والرمان والبطيخ، وهو ما ظهر في نقوش أبنية تعود إلى فترة عصور الدولة الحديثة، بحسب تقسيم عصور تاريخ مصر القديم.
وقبل أيام، كشفت عالمة مصريات تفاصيل بشأن الأطعمة المحنَّطة داخل مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي جرى اكتشافها عام 1922، حيث قالت أستاذة علم المصريات بالجامعة الأميركية، سليمة إكرام، إن «ما تحويه المقبرة شيء لا يمكن تصديقه»، لافتة إلى أن الذهب هو أقل المفاجآت داخل المقبرة، فالمقبرة كانت تضم مجموعة من أطباق مائدته، بما فيها من أطعمة شهية جرى طهوها وتحنيطها ودفنها مع مومياء الملك الشاب.
وأضافت أثناء استضافتها في برنامج «معكم منى الشاذلي» على قناة cbc المصرية، احتفالًا بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، أن المقبرة عبارة عن سجلّ حافل لحياة الملك، فبداخلها دولاب ملابسه وموجود به كل الأشياء حتى الجوارب والقفازات، مشيرة إلى أن المقبرة بمنزلة شرح مبسّط للحياة اليومية لمصر الفرعونية، وأنهم عرفوا من خلالها كيف كان المصريون يدفنون ملوكهم، والأشياء التي كانوا يضعونها في المقبرة، ومعتقداتهم الدينية، وطرق التجارة.
وعدّدت عالمة المصريات التفاصيل الدقيقة داخل المقبرة، مؤكدة أن الملك توت كان محبًا للطعام، وموضحة أن المقبرة احتوت على أطعمة مطهاة ومحنّطة، خصوصًا اللحوم، وأكدت أن «توت عنخ آمون كان يحب اللحم، مثل بقية المصريين، ووجدنا في المقبرة صناديق صغيرة بها لحوم مطبوخة ومحنّطة ومغلّفة، فيها ريش وكبدة وأوز وبطّ وحمام».