لسنوات عديدة ونحن نسمع ويتردد في أذهاننا من يصرح: «سأخدم الوطن الغالي من أي موقع».
هذه العبارة أو ما هو شبيه بها رددها أكثر من وزير أو وكيل أو وكيل مساعد أو مدير هيئة أو مؤسسة تم استبداله أو بالأحرى طرده من المنصب!
من كانوا يتكالبون على المناصب وحصلوا عليها اصطفوا طوابير مؤخراً للاستقالة وطلب التقاعد، ولم نكن لنعلم بهذه الأسماء أو هذه المناصب لولا الموجة العارمة من الاستقالات وطلبات التقاعد لا ليخدموا الوطن الغالي من أي موقع ولكن انتهازاً لفرصة الحصول على الرواتب التقاعدية الاستثنائية ومكافأة نهاية الخدمة المبالغ بها، بالإضافة إلى البونص للبعض!
بعض هؤلاء لم يخدموا الوطن ولم يضحوا من أجله، ومعظمهم كان هدفه جني المال والنفوذ وتنفيع الأقارب والاستفادة من المنصب، وعندما أتت ظاهرة الرواتب الاستثنائية والراتب التقاعدي الجزيل وخوفاً من أن تفوت الفرصة عليهم «تراكضوا» بلا حياء ولا خجل إلى ترك المنصب طمعاً في المال وكأنهم لم يجنوا مالاً وجاهاً وفوائد أخرى قبل ذلك من مناصبهم!
من كان يوهمنا أنه في المنصب لخدمة الوطن، وجدناه يبذل الجهد الجهيد لخدمة جيبه أكثر!
هذه الحكومة لديها «طلعات» لا تخطر على البال ولديها قرارات بعضها تبذير وإضاعة للمال العام.
هذه الحكومة لديها القليل من التفكير في حفظ ثروات هذا البلد مما سيؤدي إلى مجتمع يفتقر الى العدالة الاجتماعية والمساواة...
ليس هناك من يستحق الاستثناء، بل هناك الكثيرون ممن يستحقون مساواة وعدالة، وهذا ما يجب أن يكون الهدف.