عشية إحياء إيران والفصائل المتحالفة معها الذكرى الثالثة لاغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني بضربة أميركية في محيط مطار بغداد، قُتل أربعة أشخاص، بينهم عنصران بالجيش السوري، جرّاء قصف إسرائيلي استهدف، اليوم، مطار دمشق الدولي، ووضعه خارج الخدمة للمرة الثانية، منذ الصيف الماضي.
وأفادت مصادر بأن القصف شمل موقعاً على أطراف المطار، موضحة أن أحد الصواريخ أصاب مبنى المطار المدني، إضافة إلى موقع جنوب العاصمة في منطقة السيدة زينب. وأضافت أن المواقع المستهدفة تتمركز فيها قوات لـ «حزب الله» اللبناني، وأخرى من «الدفاع الوطني السوري» المدعومة من «الحرس الثوري» الإيراني.
وذكرت المصادر أن قتيلين من الميليشيات المدعومة من إيران، أحدهما برتبة رائد شرف ويتحدر من ريف حمص الغربي من بلدة القبو، والثاني برتبة ملازم شرف.
وسمع دوي انفجارات في محيط دمشق، ناجمة عن إطلاق صواريخ من الدفاع الجوي الحكومي، وبعد نحو 6 ساعات من التوقف أعلنت سلطات دمشق عودة المطار للخدمة واستئناف الرحلات الجوية.
وهذه المرة الثانية التي يخرج فيها مطار دمشق الرئيسي في البلاد عن الخدمة منذ يونيو 2022، حين أدى قصف إسرائيلي إلى تعليق كل الرحلات حوالي أسبوعين بعدما ألحق أضراراً بأحد المدارج.
وجاءت الضربة الإسرائيلية بدمشق، في وقت شددت القوات العراقية إجراءاتها الأمنية بمحيط عدد من المواقع والمصالح الأميركية الحساسة في البلاد، تحسباً لهجمات قد تتعرض لها في الذكرى السنوية لمقتل سليماني بصحبة نائب زعيم «الحشد الشعبي» العراقي أبومهدي المهندس في الثالث من يناير عام 2020 بأمر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
أجندة الانتقام
في هذه الأثناء، جدد وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني حديثه عن الاحتفاظ بـ»أجندة الانتقام لدماء سليماني». وقال إنّ «كل المتورطين، مخططين ومنفذين، لاغتيال الشهيد سينالون عقابهم في زمان ومكان لا يتبادر لأذهانهم».
في موازاة ذلك، شدد الحرس الثوري على أنّ «الانتقام في الوقت الممكن من المتورطين بالاغتيال، أمر حتمي لا يمكن المس به»، مؤكداً أنّه يواصل العمل ضمن رصده لـ«جبهة الأعداء في المنطقة والتهديدات المحتملة، ويتابع خطته لإخراج أميركا من منطقة غرب آسيا واستنساخ فكر سليماني ونشر مدرسته في إيران وجغرافية المقاومة».
وتحدث وزير الخارجية حسين عبداللهيان، عن أن الجانب الأميركي طالب في المفاوضات غير المباشرة، التي تتوسط بها «الترويكا الأوروبية» بشأن إحياء الاتفاق النووي، بـ«شطب 60 مسؤولاً أميركياً متورطين في مقتل سليماني تم إدراجهم سابقاً على القائمة السوداء الإيرانية».
تواصل نووي
في غضون ذلك، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، بأن تبادل الرسائل بين أوروبا وإيران «مستمر حتى الآن» من أجل الوصول إلى نتيجة بخصوص الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015. وقال كنعاني، إن الغرب على «خطأ تام» إذا تصور أن باستطاعته الضغط على طهران في المفاوضات عبر «التدخل» في الشأن الإيراني، في إشارة إلى دعم العواصم الغربية للاحتجاجات الشعبية، ضد النظام المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي. وأضاف المسؤول الإيراني: «أنصح الأوروبيين أن يتجنبوا التلاعب، وأن يتخذوا سياسة جادة وصارمة من أجل بدء المفاوضات وإعلان الاتفاق».
وشدد المتحدث على أن إيران مستعدة لاستكمال المفاوضات النووية، لكنه قال إن «استعدادنا لذلك لن يبقى للأبد».
ووسط تقارير عن طلب وزارة الدفاع الإسرائيلية زيادة ميزانيتها بمقدار 3 مليارات دولار بهدف «التحضير لاحتمال القيام بعمل عسكري ضد طهران، أكد كنعاني أنه لا أي اهتمام للتهديدات وزير الدفاع السابق بيني غانتس بشن هجوم جوي على المنشآت النووية في غضون عامين أو ثلاثة لمنعها من حيازة أسلحة ذرية.
تواصل الاحتجاجات
إلى ذلك، تواصلت الاحتجاجات، اليوم، بمدن إيرانية عدة، وسط اعتقالات تعسفية ضد المتظاهرين، وصدور أحكام بالإعدام.
وأفادت تقارير بانتشار واسع لعناصر «الحرس الثوري» في جوانرود بمحافظة كرمنشاه وسط حديث عن شنها لحملة مداهمات واعتقالات بالمناطق الواقعة غرب البلد.
وأفاد موقع «هرانا» بأن محكمة الثورة بمدينة ساري شمالي إيران اتهمت مهدي محمدي فرد، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عاماً تم اعتقاله خلال الاحتجاجات في نوشهر، بتهمة «الإفساد في الأرض» وحكمت عليه بالإعدام.
وبالتزامن، أصدر القضاء الإيراني حكماً ضد آيدا بور تقي، طالبة هندسة الرياضيات بجامعة زاهدان، التي اعتقلت خلال مشاركتها بتظاهرات احتجاجية، بالسجن 9 أشهر و60 جلدة.