هل أصبحت كرة القدم هي أفيون الشعوب؟!
كنت أجهر برأيي بأن الإفراط المبالغ فيه باهتمام الناس بكرة القدم له نتائج سلبية على المجتمعات، ولست هنا بصدد ذكر سلبياتها، ولكنني سأترك ذلك ليورغن كلوب - مدرب نادي ليفربول الإنكليزي - الذي قال عندما كُرم كأفضل مدرب في العالم:
***
«إن كرة القدم مجرد لعبة يستمتع بها الناس نهاية الأسبوع، وهي لا تُضيف شيئاً لحياة الإنسان غير هذه المتعة المؤقتة، فهي لن تحل مشكلة الفقر في العالم، أو الجهل، والتخلف، بل تساهم في ذلك بشكلٍ أو بآخر، وهي لن توقف حروباً، ولن تأتي للناس بالديموقراطية الحقيقية، وتُغدق عليها الدول الأموال الطائلة لكي تُنسي الناس أولوياتهم، وهمومهم، وتعاساتهم لمدة تسعين دقيقة، وتدفع بهم ليصرخوا، ويهتفوا حتى يُنفسوا عن اضطراباتهم، وهكذا نحن نؤدي وظيفتنا، وعلى الناس العودة لمواجهة حياتهم بمجرد ما يصفر الحكم لنهاية المباراة.
أيها الأصدقاء: الحياة لا تتوقف على كرة، هي عبارة عن جلدةٍ مستديرة ومنفوخة، أو من التنفيس، والفرح إن فاز الفريق الذي نتحمس له، بتشنجٍ وكأننا حققنا مكتسباً حضارياً كبيراً ينقذ البشرية من الدمار... إنما علينا وبصدق أن نفرح بالفوز إذا تغلبنا على التخلف، والجهل، والحروب، وعلى الظلم الذي تعاني منه الكثير من الشعوب، فهناك شعوب مُهمشة، تعيش بلا تعليم، ولا صحة، ولا كرامة... فإذا فزنا في أعمالنا الإنسانية نكون حققنا فوزاً حقيقياً... أما كرة القدم ففرحتنا بها مجرد لحظات تنتهي بعد صافرة الحكم».
***
هذا ما قاله مدرب ليفربول، ولو أردت أن أفتح ملف - كرة القدم - لخرجت منه عفونة روائح متاجرة مافيات المراهنات في العالم، وجرائم غسل الأموال، والرشاوى التي يتقاسمها كبار من يعملون في هذا الحقل، فضلاً عن جرائم أخلاقية، لا يتسع المجال لحصرها!