استنكرت الكويت ودول ومنظمات عربية وإسلامية، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، زعيم حزب «عوتسماه يهوديت» (القوة اليهودية) إيتمار بن غفير، أمس، باحات المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ توليه منصبه، رغم تحذيرات دولية وفلسطينية من تأجيج الخطوة للتوتر.

و‏أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للخطوة، معتبرة أن اقتحام بن غفير «يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ويأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها».

Ad

ودعت «الخارجية»، في بيان، المجتمع الدولي إلى «التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني الشقيق وممتلكاته ولاسيما في القدس ومقدساتها»، وحذرت من «مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد»، محملة «سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة لتداعيات هذه الانتهاكات».

وقال بن غفير خلال وجوده داخل باحات الحرم القدسي الذي استمر نحو 13 دقيقة بحماية الشرطة الإسرائيلية إن «الحرم القدسي هو المكان الأهم لشعب إسرائيل».

وفي إشارة إلى حركة حماس، التي حذرت تل أبيب عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تمت الزيارة، كتب بن غفير على «تويتر» بعد الجولة: «الحكومة الإسرائيلية التي أنا عضو فيها، لن تخضع لمنظمة القتلة المشينين»، مضيفاً: «الحرم القدسي مفتوح للجميع، وفي حال كانت حماس تعتقد أن تهديداتها يمكن أن تخيفني، فعليها أن تفهم أن الزمن قد تغير، فهناك حكومة في القدس».

وكانت تقارير عبرية أفادت بأن بن غفير أرجأ الزيارة بعد اتصال من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وبرر مسؤول إسرائيلي السماح بالزيارة بأنها جاءت وفق «ترتيب الوضع الراهن» الذي يسمح لغير المسلمين بزيارة الحرم القدسي شريطة عدم الصلاة فيه.

ولم يقترب بن غفير، الذي كان يوماً مؤيداً لإنهاء حظر الصلاة على اليهود في المجمع، من المسجد، واكتفى بالتجول في باحاته، حسب شهود عيان.

في المقابل، حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن «استمرار الاستفزازات بحق المقدسات سيؤدي إلى تفجر الأوضاع». ورأى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أن خطوة بن غفير تستهدف «جعل المسجد الأقصى معبداً يهودياً».

ودعت الفصائل الفلسطينية في غزة ومنها «حماس» إلى تصعيد الاشتباك مع إسرائيل، مطالبة السلطة الفلسطينية والدول العربية بوقف جميع أشكال التطبيع معها.

عربياً، دانت الحكومة الأردنية اقتحام بن غفير، مشددة على أن «الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين» وأن الأوقاف الأردنية هي «الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه».

وبعد يومين من مهاتفة الرئيس عبدالفتاح السيسي لنتنياهو، أعربت مصر عن أسفها لخطوة بن غفير، مجددة رفضها لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس. وقالت مصادر دبلوماسية ل «الجريدة» إن القاهرة فتحت خطوط تواصل مباشرة مع تل أبيب للتعبير عن الاستياء من تحركات بعض الأجنحة المتشددة في الحكومة الإسرائيلية، كما تواصلت مع الجانب الفلسطيني ودعته لضبط النفس وتفويت الفرصة على أطراف بعينها تسعى لتفجير الأوضاع. ودانت السعودية، وقطر والإمارات، ودول عربية وإسلامية، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي «الاستفزاز الإسرائيلي الخطير».

وبينما نُقل عن نتنياهو تجديد التزامه بالحفاظ على الوضع القائم في القدس، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن أي عمل أحادي يقوض الوضع القائم للأماكن المقدسة في القدس غير مقبول.