الصين تهدد بالرد بالمثل مع فرض مزيد من الدول قيوداً على القادمين منها
• إعلامها يهوّن من انتشار كورونا و«الصحة العالمية» تسأل عن متحوراته
مع توسع قائمة القيود الصحية على البلد الآسيوي العملاق لتشمل معظم دول العالم بما فيها منطقة الخليج والولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان، هددت الصين اليوم باتخاذ «إجراءات مضادة» رداً على إجبار القادمين من أراضيها على إبراز فحص سلبي لفيروس كورونا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ: «فرضت بعض البلدان قيوداً على دخول المسافرين تستهدف الصينيين فقط، وذلك يفتقر إلى أساس علمي، وتعد بعض الممارسات غير مقبولة»، محذرة من أن بكين قد «تتخذ إجراءات مضادة مبنية على مبدأ المعاملة بالمثل».
ورغم احتجاجات بكين، أكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن اليوم، إبقاء قرار إلزام المسافرين القادمين من الصين الخضوع لفحوص كورونا.
وأشارت دول عدة إلى غياب الشفافية في الصين بشأن بيانات الإصابات وخطر ظهور متحورات جديدة كأسباب لفرض قيود على المسافرين الآتين من الدولة الآسيوية.
ومع ارتفاع الإصابات، فرضت السلطات في أنحاء مختلفة من العالم قيوداً على المسافرين من الصين أو تدرس ذلك، واعتباراً من الغد ستبدأ الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا بتطبيق قرار تقديم نتيجة سلبية لفحص «بي.سي.آر» أُجري قبل يومين على الأقل من مغادرة الصين ممن تبلغ أعمارهم عامين.
وعلى غرار كندا واليابان وكوريا الجنوبية تايوان ماليزيا، طبقت فرنسا قرار إلزام الوافدين من الصين بتقديم نتيجة سلبية لاختبار كوفيد ابتداء من أول يناير، وحثت جميع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى البالغ عددها 26 دولة على فحص المسافرين الصينيين لرصد الإصابات.
وبدأت قطر والمغرب اليوم، بإلزام القادمين بتقديم نتيجة سلبية لاختبار كوفيد قبل 48 ساعة من وقت المغادرة. وفرضت الهند هذا القرار على القادمين من الصين وهونغ كونغ واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند مع وضع الركاب في الحجر الصحي إذا ظهرت عليهم الأعراض أو كانت نتيجة اختباراهم إيجابية.
وأكدت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي أن مسؤولي الصحة سيجرون محادثات اليوم لتنسيق استجابة لتصاعد حالات الإصابة بكوفيد في الصين، فيما رأت الفلبين أن هناك ضرورة لتكثيف المتابعة وتطبيق المراقبة على الوافدين عبر الحدود.
ودعا أطباء الصحة العامة في ألمانيا إلى إجراء اختبارات كورونا على مستوى الاتحاد الأوروبي للمسافرين القادمين من الصين، محذرين من احتمال أن يتحور فيروس كورونا نظراً لانتشار واسع النطاق.
وقللت وسائل الإعلام الرسمية الصينية من شأن مدى انتشار الإصابات قبيل إفادة علماء صينيين اليوم، إلى منظمة الصحة العالمية، التي تأمل في عقد «مناقشة مفصلة» عن تحورات الفيروس.
ونقلت صحيفة «الشعب» الرسمية للحزب الشيوعي، عن خبراء صينيين قولهم إن الأعراض خفيفة إلى حد ما لمعظم الأفراد، في حين اكتظ اليوم مستشفى تشونغشان في شنغهاي بالمرضى، بعضهم كان يرقد على أسرّة في الممر ويتلقى العلاج الوريدي، والعشرات يقفون في طوابير حولهم في انتظار الطبيب أن يفحصهم.
وحثت منظمة الصحة العالمية العلماء الصينيين على مشاركة معلومات محددة وآنية حول تفشي المرض بانتظام. ودعتهم لتقديم بيانات مفصلة عن التسلسل الفيروسي في اجتماع للفريق الاستشاري التقني المعني بتطور الفيروس. كما طلبت مشاركة البيانات حول حالات دخول المستشفيات والوفيات والتطعيمات.
وأوقفت الصين العمل بسياسة «صفر-كوفيد» التي دافع عنها الرئيس شي جينبينغ في أعقاب احتجاجات مثلت أكبر استياء عام منذ توليه السلطة وتزامن ذلك مع تحقيق أبطأ نمو اقتصادي منذ ما يقرب من نصف قرن.
ومع انتشار كوفيد دون قيود، أبلغت دور الجنازات عن ارتفاع في الطلب على خدماتها، ويتوقع خبراء صحة في أنحاء العالم أن تسجل الصين ما لا يقل عن مليون وفاة هذا العام.