فظاعات «بوكو حرام»
لا شك أنّ بخاري أحدث فارقاً، فقد بات الجيش النيجيري الضعيف يتلقى معدات وأسلحة بشكل أكثر انتظاماً، وتمكن هذا الجيش من طرد بوكو حرام من معاقل كثيرة كانت متحصنة فيها، لكن برهنت الغارة على قرية دالوري والكثير من العمليات الأخرى أن استعادة الأراضي ليست كفعل تدمير الحركة.
![نيويورك تايمز](https://www.aljarida.com/uploads/authors/847_1707668941.jpg)
لا شك أنّ بخاري أحدث فارقاً، فقد بات الجيش النيجيري الضعيف يتلقى معدات وأسلحة بشكل أكثر انتظاماً، وتمكن هذا الجيش من طرد بوكو حرام من معاقل كثيرة كانت متحصنة فيها، ولكن برهنت الغارة على قرية دالوري والكثير من العمليات الأخرى أن استعادة الأراضي ليست كفعل تدمير الحركة، وحين تتعرّض بوكو حرام لهجوم فكلّ ما عليها فعله هو الاختباء في الأرياف، لتعود إلى الظهور حين تسمح لها الظروف بذلك. وكما هي الحال مع الدولة الإسلامية يستخدم تكتيك بوكو حرام الإرهابي كأداة للتجنيد في المناطق الإسلامية الصرفة، خصوصاً تلك التي يتعاظم فيها الشعور بالازدراء تجاه الحكومة والجنوب المسيحي وجنود الجيش النيجيري الذين يمارسون فظاعات ضد حقوق الإنسان ولا يتوانون عن ملاحقة بوكو حرام بلا هوادة. ويعي الرئيس بخاري أنّ إلحاق هزيمة بالتمرّد الإسلامي الحالي يفترض الحصول على ثقة الشعب بقيادييه وبجيش بلاده، ومحاربة الفساد وتصرف الجيش المستبد من الأساسيات إن كان يأمل الرئيس الحصول على مساعدة من الغرب، ورغم أنّ الولايات المتحدة قدّمت مساعدات للجيش النيجيري، فإن القانون يمنعها من تقديم أي عون للوحدات العسكرية التي ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان مثل تلك التي سُجّلت في شمال شرق نيجيريا. وفي أول زيارة رسمية له إلى واشنطن كرئيس في الصيف الماضي، تذمر بخاري من أنّ القانون هذا إنما يساعد بوكو حرام على النمو، فالحركة تستفيد من تصرف رجال الأمن الوحشي ومن فساد المسؤولين النيجيريين المتزايد، وهؤلاء أعداء ليس بوسع نيجيريا وحدها محاربتهم.