أيضاً ماذا لو؟

نشر في 04-04-2016
آخر تحديث 04-04-2016 | 15:01
ماذا لو تم التوصل لحل سلمي في سورية وتمت المصالحة بينها وبين الدول العربية كلها بلا استثناء؟ وماذا لو عمّ السلام أرض الرافدين وتوقف ذلك القتال الذي أنهك بلد الحضارات؟ وماذا لو عادت ليبيا إلى عهدها دولة عربية موحدة لا شرق ولا غرب، ولا شمال ولا جنوب، وحل السلام ربوعها؟
 يوسف عبدالله العنيزي كتبت بعض المقالات بهذا العنوان الذي نعود إليه، ولكن قبل ذلك نوجه دعوة للتأمل والتفكير، هل يعقل أن يشعل الشاب التونسي "بوعزيزي"، الذي أحرق نفسه في أحد شوارع تونس، حروباً امتدت على مساحة العالم العربي وبدأ شررها يتطاير ليصل إلى أوروبا ثم إلى أميركا، أم أن ما قام به هو تحريك الجمر المشتعل تحت الرماد ليستعر أواره ويأكل كل ما يطوله؟

إن التاريخ سيسجل ما عانته أرواح الأطفال التي صعدت إلى السماء تشكو للخالق ذاك الذي انتزعها بسلاح الغدر، ودموع الثكالى وآلام الأيتام والمشردين ستلاحق كل من حمل السلاح ليقتل ويسفك الدماء ويهدم ويدمر، إن التاريخ والضمير الإنساني سيلاحقان كل من ينفخ في نار الحروب ليزداد أوارها، إن التاريخ لن يرحم من بيدهم قرار الحرب والسلام واكتفوا بالجلوس في بروجهم العاجية يتفرجون على تلك اللوحات المأساوية، إن التاريخ لن يرحم أجهزة الإعلام العربي بكل توجهاتها وأشكالها، والتي فقدت مصداقيتها وغدت خنجراً مسموماً تم غرزه في صدر الأمة العربية بأخبار ملفقة وتحاليل مضللة، واستغلال لصور المآسي، والتلذذ بعرضها دون أي حياء، والإصرار على إلقاء اللوم على الإدارة الأميركية المتخاذلة التي تعمل وفق "المصالح الأميركية" وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة في استهتار حاد لعقولنا، فالقاتل والمقتول من أبناء الوطن الواحد أو بأيد عربية مع الاستعانة بعض الأحيان بدول أجنبية أخرى تدافع أيضا عن مصالحها.

في ظل هذه الأوضاع العربية التي أعادتنا إلى ما قبل عهد الإسلام، عندما كانت الحروب تدور بين القبائل العربية وعلى مدى أربعين سنة وأكثر، قامت بعض القوى الأجنبية باستغلال هذه الصراعات والحروب لتحقيق مصالحها، فما أشبه اليوم بالبارحة، فماذا لو؟ إنه تساؤل بقدر ما هو أمنيات ندعو الله أن تتحقق أو حتى يتحقق بعضها:

ماذا لو تم التوصل لحل سلمي في اليمن وعمّ السلام أرضه، وعادت السعادة إلى موطنها والحكمة إلى أهلها، ودارت عجلة التنمية بأيدي أبنائها ودعم من كل دول العالم، وبشكل خاص من دول مجلس التعاون؟ ماذا لو تم التوصل لحل سلمي في سورية وتمت المصالحة بينها وبين الدول العربية كلها بلا استثناء؟ وماذا لو عمّ السلام أرض الرافدين وتوقف ذلك القتال الذي أنهك بلد الحضارات؟ وماذا لو عادت ليبيا إلى عهدها دولة عربية موحدة لا شرق ولا غرب، ولا شمال ولا جنوب، وحل السلام ربوعها؟

ماذا لو احتضنت "مدينة الرياض" مؤتمر القمة العربية القادم ليتم من خلاله الإعلان عن بداية مرحلة عربية جديدة ليتحمل القادة العرب مسؤولياتهم التاريخية، ولتعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حوصرت في إحدى زوايا النسيان، وشاخ قادتها وتولى مسؤولية الكفاح "المقدس" أطفال وشباب لا تتجاوز أعمارهم العقدين من الزمن؛ ليرموا بأرواحهم في أتون آلة حربية جبارة ليس في قاموسها موانع أخلاقية أو إنسانية؟ ماذا لو تلاشت من حياتنا تلك الجماعات والأحزاب والهيئات التي امتهنت الموت؟

إنها أحلام ولكن هناك دائما أمل بأن يصبح الحلم حقيقة.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top