الدبلوماسية الشعبية... وسوق الإعلام
مفهوم الإعلام اليوم انطلق من عباءة العلوم إلى عالم الفنون والذوق والجمال، وعالم حرية الاختيار وأصبح محوراً مهماً من محاور العلاقات الدولية. والإعلام غداً، يفترض أن تكون لديه القدرة على مواكبة المتغيرات على الساحة السياسية والانتخابية وإعداد قوانين الإعلان والإعلام الانتخابي. وأخيراً نتساءل أين نحن من ذلك كله.
شبكة (سي إن إن)، هي العضو السادس عشر في مجلس الأمن بالأمم المتحدة»... وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت في تعليقها على أهمية الإعلام في السياسة الدولية. أصبحت الدبلوماسية الشعبية سمة من سمات السياسة الدولية المعاصرة، وأحد محاور تلك الدبلوماسية هي البرامج، التي تبثها القنوات الإعلامية بأنواعها،حتى ان الباحثين والكُتاب في عالم السياسة أصبحت لديهم قناعة، وهي أن وسيلة النجاح في عالم السياسة تكمن في «سياسة الكلمة»، أو كما تسمى «القوة الناعمة» soft power، ذلك المصطلح الذي ظهر في الثمانينيات من القرن الماضي، ثم انتشر بعد ذلك ليصبح في قاموس القادة والساسة، وتم تعريف «القوة الناعمة» أيضاً على انها القدرة على الحصول على نتائج من الآخرين من خلال توافق المصالح،أي القدرة على تحقيق الأهداف عن طريق الجاذبية بدلاً من الإكراه.وأنتقل من تفعيل «القوى الناعمة» إلى مسألة الاعتماد على الكفاءات البشرية لدى استخدام أدوات الإعلام لتعزيز العلاقات الخارجية، وفي هذا السياق، أذكر من تجربتي الشخصية أثناء مشاركتي في مؤتمر في تركيا، حين استوقفتني باحثة، تعمل في أحد المعاهد الألمانية، وظيفتها على حد تعبيرها، تنسيق العلاقات الثقافية الدولية لألمانيا، وحدثتني عن ورش عمل جامعة بين الإعلام والعلاقات الخارجية، تستهدف تعزيز الحوار الثقافي الثنائي، والحوار مع منظمات المجتمع المدني، ولها اهتمام خاص في دراسة سُبل تطوير الحوار مع العالم العربي والإسلامي، ولم تكن اللغة عائقاً أبداً. عملها بكل بساطة مرادف لما يسمى افتراضاً في الدول العربية «الإعلام الخارجي». ومن اسطنبول إلى منطقة الخليج ... إلى دبي حيث المدينة الإعلامية، التي تفاجئ الزائر باهتمامها بتدريب الكفاءات الإعلامية الخليجية، ومنحها الجوائز القيمة للمبدعين منهم، كما يتضح للجميع أن مسعى الإمارة هو بلوغ مبلغ الدول الغنية بالكوادر الوطنية المدربة، فهنيئاً لهم اهتمامهم بالكفاءات.ومن الإمارات إلى الكويت، إذ يتوقع المرء أن تكون لنا الريادة في سوق الإعلام العربي عبر انتاجنا لبرامج تخاطب أرقى العقول، ولكن الحقيقة عكس ذلك.على الرغم من وصولنا إلى مراتب عليا في حرية الكلمة والتعبير،لكن إعلامنا مازال متخندقاً في موقعه. وأخيراً، فمفهوم الإعلام اليوم انطلق من عباءة العلوم إلى عالم الفنون والذوق والجمال، وعالم حرية الاختيار وأصبح محوراً مهماً من محاور العلاقات الدولية.والإعلام غداً، يفترض أن تكون لديه القدرة على مواكبة المتغيرات على الساحة السياسية والانتخابية وإعداد قوانين الإعلان والإعلام الانتخابي.وأخيراً نتساءل أين نحن من ذلك كله؟مرصد المعلومات: الدول المتقدمة تخطط لرفع سن التقاعد بعد قراءة خارطة الموارد البشرية المتاحة لعام 2025، التي تتوقع انخفاض عدد العاملين من الفئة العمرية 15 إلى 64 بمقدار 7 % في ألمانيا و9 % في إيطاليا و14 % في اليابان. مركزالدراسات الاستراتيجية- جامعة الكويت