التطرف يؤدي إلى عرقلة مسيرة المجتمع ويجب على جميع المؤسسات الحكومية والمدنية العمل على التصدي لتلك الظاهرة.أكد مسؤول مكتب العلاقات السياسية في الحركة الدستورية الكويتية محمد الدلال أن الظواهر الإرهابية في تاريخ الكويت قليلة مقارنة بالظروف التي يمر بها عدد من الدول المجاورة وارجع التطرف لعدة عوامل منها: تصاعد مظاهر الغلو خصوصا الطائفي نتيجة لاحتلال العراق وتدهور أحواله المدنية والعسكرية، وضعف الوعي لدى قطاع من الشباب نتيجة لعدم وجود الفهم الصحيح أو القناعة بآليات العمل والتغير المدني والسلمي للتعامل مع المشكلات الاجتماعية تحديداً، وأساليب العلاج الخاطئة للتطرف والمتطرفين وبالأخص أمنيا مما يؤدي إلى ازدياد صور التطرف أحيانا، وتعاطف العديد مع الظروف والمآسي التي تعيشها المجتمعات العربية والمسلمة في دول عديدة نتيجة للحروب والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية ودور القوى العظمي في استمرار تلك الظروف والمآسي دون التصدي لها، انحراف الفكر لدى فئات قليلة واعتماد لغة الارهاب والسلاح بدلا من لغة الحوار والتغيير السلمي في التعامل مع الظروف والاحداث.
بالإضافة الى الدور السلبي والخاص لعدد من التيارات السياسية والمجتمعية في أسلوب التصدي والتعاطي مع الظاهرة مما ساهم في تصاعدها وتنميتها دون قصد ومن ذلك اتباع اساليب الاقصاء أو التجاهل أو التحريض دون الأساليب العلمية والموضوعية في العلاج.
عرقلة المجتمع
وقال انه يجب الإيمان بأن التطرف يؤدي إلى عرقلة مسيرة المجتمع وتنمية وايقاف مسيرة الاصلاح والنهوض بالمجتمع وعليه فإن جميع مؤسسات وقطاعات المجتمع الحكومية والخاصة والمدنية مطالبة بالعمل للوقوف ضد هذه الظاهرة بصورة علمية وموضوعية من خلال: العمل على اشاعة ثقافة الاعتدال والوسطية والتركيز على مفهوم التسامح والحوار واحترام الآخر لدى الشباب خاصة وفئات المجتمع بصورة عامة وتنفيذ برامج للتواصل مع اوساط وفئات التطرف من عدد من المختصين واقامة حوارات مباشرة لتصحيح المفاهيم والأفكار وترشيد التعامل الإعلامي والصحفي مع موضوع التطرف بما لا يتعارض مع حرية الرأي أو يساهم في تأجيج مظاهر وصور التطرف.
ودعا الى تفعيل الدور الأمني للدولة واحترام الكرامة الانسانية والخصوصية ومبادئ حقوق الانسان بصفة عامة وتشجيع اقامة مؤسسات رسمية وأخرى شعبية لدعم ثقافة الوسطية دينيا واجتماعيا.
واضاف ان دولة الكويت لعبت دورا رياديا في هذا المجال من خلال انشاء مركز الوسطية التابع لوزارة الاوقاف الذي يساهم في تحقيق هذا الهدف النبيل.
الأوضاع الخارجية
واوضح الدلال انه من المحتمل أن تتأثر الكويت بالظروف الأمنية أو الطائفية التي تحيط بها فالأوضاع في العراق في غاية السوء والتهديدات بشن حرب على إيران ما زالت قائمة ووجود عدد من الخلافات بين الدول العربية لا يمكن تجاهله وبالتالي فإن من الحكمة أن تبادر السلطات الدستورية (الحكومة ومجلس الأمة) وبدعم من مؤسسات وتيارات المجتمع المدني بوضع الخطط اللازمة لمواجهة مثل هذه الأخطار مستقبلا واليقظة أمنيا ورسميا لعدم استيراد تلك الحوادث أو المظاهر الارهابية.