قلوب طيّبة!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
لذا أجدني قد وصلت إلى مرحلة من اليقين بأن مشكلتنا أكبر بكثير من مجرد التدهور الشامل الذي تمر به البلاد، وأن هذه المشكلة هي «باقعة» مزدوجة ذات رأسين، رأسها الأول يتمثل في أن أغلب سياسيينا ومفكرينا وإعلاميينا يتعاملون مع الواقع بمعايير التفاؤل والتشاؤم، كما يتعامل أهل العشق والحالمون، لا بمعايير الخطط والوقائع والبيانات والأرقام، وثانيهما، هو أن عموم الناس مصابون بحالة إنكار عجيبة، ويعتقدون أنه مهما جرى وصار، ستبقى الكويت محفوظة لطيبة قلوب أهلها!وأنه في تلك اللحظة التي نتخلص فيها من تضييع وقتنا في تصنيف الأفكار تحت هذه العناوين الساذجة من تفاؤل وتشاؤم، ونبدأ في التعامل معها وفق مقاييس الصواب والخطأ، ونسارع الى توعية الناس بخطورة الواقع، وأن القلوب الطيبة لا تجدي نفعا إن لم تؤازرها العقول النيرة وقبلها القلوب الصادقة المخلصة، في تلك اللحظة فحسب سنكون على الدرب الصحيح، وحينها سندرك أن واقعنا المتهاوي في كل مجالاته لن تنفع معه الحلول الجزئية ولا «الترقيع»، وأن تدوير وزير النفط إلى وزارة المالية ليس حلا، وأن إقناع النواب بتأخير الاستجوابات الى دور الانعقاد الثاني لن يجدي نفعا، ولا غير ذلك من العبث والتضليل، لأن الخلل كامن في الأساسات، ولا حل إلا بإصلاحها من خلال التغيير الجذري للآلية التي تنتج أعضاء البرلمان، وبعدها لطريقة تشكيل الحكومة.بوضوح ما بعده وضوح أقول لكم، إما هذا وإلا ستبقى كل برلماناتنا القادمة سواء، وكل حكوماتنا المقبلة كسابقاتها، وسيبقى التدهور مستمرا حتى النهاية!