Ad

نقول لقناة mbc إن مسلسل «للخطايا ثمن» لم يعد له قيمة فنية، وقد أفلس إعلامياً وسقط اجتماعياً قبل أن يعرض، ولعل التصدي العفوي والتلقائي لأهل الكويت وبتلك الروح المسؤولة والواعية وبإجماع منقطع النظير، إذ اتفقت مختلف المشارب السياسية والدينية والمذهبية على إدانته، ساهم عملياً في إفشال هذا المشروع، ونجح في إفراغ هذا المسلسل الهابط من أي مفاجآت.

كانت قناة mbc أول محطة فضائية عربية وشكلت نواة انطلاقة عصر الفضائيات في الوطن العربي، حيث تفرخ منها عدد من القنوات الفضائية بكوادرها الإعلامية المتنوعة، ولذلك لا يمكن أن نستوعب أو نفهم كيف يمكن لمثل هذه القناة أن تغرق في شبر من الماء، إذ ليس من المنطق ولا الحس الإعلامي ولا البعد الأخلاقي ولا حتى الجدوى الاقتصادية أن تنحرف mbc بهذا الرصيد التاريخي في منزلق خطير وتهوي من القمة إلى الحضيض على يد زمرة من المراهقين المبتدئين في عالم الفن والتمثيل!

والسؤال الأول والأهم الذي يفترض على إدارة هذه القناة الفضائية الإجابة عنه، هو كيف يمكن أن يفلت أي عمل فني من قنوات الاختيار والتقييم دون تمحيص سجل القائمين عليه من حيث سمعتهم وتاريخهم في الوسط الفني نفسه على أقل التقديرات؟ وبعيداً عن المادة الفنية للمسلسل المزمع عرضه في شهر رمضان بعنوان «للخطايا ثمن»، كنت أتمنى أن تراجع إدارة القناة السيرة الأخلاقية للعناصر الرئيسية فيه، من حيث الذمة المالية والرصيد المخزي في سجلات المخافر والنيابة على ذمة قضايا، تتعلق بالشرف والأمانة والسكر والعربدة والمخدرات.

أما من حيث المادة الفنية فأين كانت معايير الأمانة العلمية لدى لجان التقييم والاختيار في التمييز بين الإثارة والنقد الجريء وبين تعمد ارتكاب جريمة التدليس والافتراء والكذب والتلاعب في الدين، وتسخير قواعد وأحكام الشريعة الإسلامية للترويج للدعارة، وجعلها وقوداً للتحريض الطائفي عن سبق إصرار، واختيار عناصر كويتية وخليجية تحديداً للقيام بهذا العبث الرخيص وفي أقدس الأيام وفي رحاب شهر فضيل؟

نقول لقناة mbc إن مسلسل «للخطايا ثمن» لم يعد له قيمة فنية، وقد أفلس إعلامياً وسقط اجتماعياً قبل أن يعرض، ولعل التصدي العفوي والتلقائي لأهل الكويت وبتلك الروح المسؤولة والواعية، وبإجماع منقطع النظير، إذ اتفقت مختلف المشارب السياسية والدينية والمذهبية على إدانته، ساهم عملياً في إفشال هذا المشروع، ونجح في إفراغ هذا المسلسل الهابط من أي مفاجآت، بل وخلق هالة من الحضانة الأخلاقية والتوعوية للمشاهدين قبل عرضه، ونزع بذلك فتيل أي محاولات لبث الفرقة الطائفية.

أما من الجانب العقائدي، وفي ما يتعلق بالقضايا الشرعية والفقهية التي حاول العمل الماجن تشويهها وتقديمها حطباً لنار الفتنة، فهي بلا أدنى ريب متينة في أحكامها راسخة في معتقداتها، ولا يمكن أن تهز ثقتها حركات الميوعة والانحلال من قبل ثلة تعرف مكانتها الحقيقية، وتعي سمعتها الأخلاقية عند القاصي والداني.

وإذا كان منتجو وممثلو المسلسل قد قبضوا الثمن، فسوف تظل خطايا هذه السُبة تلاحق قناة mbc، إذا لم تتدارك بشجاعة ومسؤولية وقف عرض هذه المهزلة الرخيصة.