استنسخوا... الوشيحي .. يا أبناء القبائل!

نشر في 30-09-2007
آخر تحديث 30-09-2007 | 00:00
نظراً إلى وجود إرث ثقافي كبير تحركه أعراف وتقاليد محددة، فإن كثيرين يدركون أن الحديث ولو في أمور عابرة عن القبيلة، هو بمنزلة السير وسط حقل من الألغام، فما بالك إذا تعلق الأمر بانتقاد بعض الممارسات السائدة فيها.
 سعد العجمي أدرك أن المقال الذي كتبه الأخ محمد الوشيحي في الزميلة «الراي» يوم الثلاثاء الماضي عن خطورة اقحام القبيلة في العمل السياسي عبر «تحزيبها»، قد أحدث له إزعاجاً من بعضهم، وهو ما لمسته بعد ساعه فقط من نزول المقال؛ حيث كنا في مكان واحد لحظتها، عندما بدأت الاتصالات تنهال عليه، أضف إلى ذلك التعليقات التي اطلعت عليها لاحقاً في بعض المنتديات وأغلبها تهاجم «أبو سلمان»، كأنه قال في حق القبيلة ما لم يقله مالك في الخمر.

أعرف الوشيحي عن قرب، وأدرك مدى اعتزازه بقبيلته، وقبل ذلك لا بعده، اعتزازه بوطنه وتقديم مصلحته على كل شيء. من هنا، فإن المزايدة التي مارسها عليه بعضهم نبعت من منظور ضيق، ومن أناس لا يرون أبعد من أرانب أنوفهم.

وكوني والوشيحي ننتمي إلى شريحة اجتماعية واحدة ومن ثم إلى قبيلة واحدة -وهو تصنيف ذكرته للتوضيح لا للمفاخرة أو التميز عن الآخرين- فإن الواجب يحتم عليّ الشد على يد الزميل العزيز، وكل من تبنى هذا النهج من أبناء القبائل، فالدعوة إلى اختطاف القبيلة واستخدامها مطية لتحقيق أهداف ومصالح ضيقة، هي دعوة مرفوضة جملة وتفصيلاً، أيا كان من أطلقها.

ونظراً إلى وجود إرث ثقافي كبير تحركه أعراف وتقاليد محددة، فإن كثيرين يدركون أن الحديث ولو في أمور عابرة عن القبيلة، هو بمنزلة السير وسط حقل من الألغام، فما بالك إذا تعلق الأمر بانتقاد بعض الممارسات السائدة فيها، حينها قد يكون الأمر أشبه بالانقلاب عليها والانسلاخ منها في عرف أغلب أبنائها، لكن كلمة الحق يجب أن تقال، والباطل لابد أن يسمى باطلاً، مهما كلف الأمر، وهي الضريبة التي يجب أن تدفعها إذا كنت صاحب قلم شجاع.

ولأنني ممن كفروا بالقبيلة «المسيسة» خوفاً عليها لا كرهاً فيها، فإنني أتساءل، كم سياسيا استخدم القبيلة كأداة للوصول إلى مبتغاه، ثم ضرب بها عرض الحائط؟ كم «متأسلما» صعد على ظهر القبيلة وعند الاستحقاق السياسي خالف مطالب أبنائها الذين أوصلوه ورغباتهم، وارتمى في حضن تياره أو حركته؟ والشواهد كثيرة، كم عائلة أو «فخذا» في هذه القبيلة أو تلك أحدثت بينهم الانتخابات الفرعية من الفرقة والانشقاق والبغضاء ما لم تحدثه حرب «داحس والغبراء» بين عبس وذبيان؟ .. كم وكم وكم؟ كم أنتِ مظلومة أيتها القبيلة، حتى إن خرج أحدهم، كما جرت العادة، ليقول إن الانتخابات الفرعية تمارسها بعض العوائل أو التيارات، لكن العقل والمنطق يقول إن الباطل أو الخطأ لا يجب أن يقلد أو يتبع.

على كلٍ، القبيلة نسيج اجتماعي يجب أن تُفعَّل عُراه وروابطه، لأنه أولاً وأخيراً أحد أهم مكونات المجتمع الكويتي، ولكن وفق النمط الاجتماعي لا السياسي، وهذا الأمر يستدعي وقفة جادة من أبناء القبائل ممن هم على شاكلة الوشيحي، حتى لو تطلب الأمر «استنساخ» أكثر من «وشيحي» في كل قبيلة، لأن مصلحة الكويت هي الأهم، باعتبارها، القبيلة «الأم» لنا جميعاً، وهو أمر يجب أيضا أن يتصدى له النواب والسياسيون المنتمون إلى القبائل، لاسيما من يرفع منهم شعار الاصلاح، فليس من المقبول أن يتنادى إلى ذلك الكتاب والمثقفون فقط.

عموما يا أبا «سلمان» لا يخفى عليّ ما قد تخسره من علاقات، وما قد تواجهه من انتقادات، بعد ذلك المقال، كما قد يحدث لي في محيطنا القبلي -إن لم يخب ظني- بعد كتابتي هذه السطور، لكنها مواقف الرجال، وهل هناك مواقف بلا «ثمن»؟!.

* * *

غطاية اليوم

إن قلت إنه مهرج، فهذا قليل، وإن قلت إنه «أراجوز» فقد ظلمت الأراجوزات... أول ما «شطح نطح»، فتوقع كثيرون أنه سيصبح رقماً صعباً في المعادلة البرلمانية، لكن سقوط الأقنعة وانكشاف المستور لم يكن بحاجة سوى إلى فترة قصيرة، ليتضح بعدها أنه لا يمثل الأمة، بل يمثل عليها.. فمن هو؟!

back to top