المدونات تستعصي على أدوات الكبت الحكومية وحجبها سذاجة كبرى!

نشر في 07-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 07-09-2007 | 00:00

تصاعدت خلال العامين الماضيين حركة التدوين الكويتية على شبكة الانترنت بشكل كبير، ويلاحظ المراقب مدى نشاطها من قبل الشباب الكويتي، فعشرات المدونات تؤسس يوميا، ويناقش المدونون كل الأنشطة السياسية والاجتماعية والرياضية في بلادهم بصورة تتجاوز كثيرا ما يمكن للإعلام التقليدي تقديمه.

تؤدي المدونات دورا مهما في إقرار -أو المساهمة في إقرار- بعض القوانين المهمة التي تصب في مصلحة الممارسة الديموقراطية في الكويت. بهذه الكلمات يؤكد أحد أبرز المدونين في الكويت، وصاحب إحدى المدونات، والذي رفض الكشف عن هويته، الأهمية التي تلعبها المدونات. ويضيف انه في العالم كله تقوم فكرة التدوين على أنها مذكرات شخصية إلا أن هناك عدد من المدونات السياسية التي تؤثر في القرار سواء في الكويت أو العالم.

ويقول إن المدونات قد تكون شخصية أو سياسية أو فنية أو رياضية أو اجتماعية، وليس بالضرورة أن تهم المدونة شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، فقد يؤسسها صاحبها لكتابة أفكاره ووجهات نظره في موضوع معين، وقد بدأت المدونات بالكويت باللغة الانكليزية، والآن أصبحت بالعربية، ويقول «المدونة هي عبارة عن رسائل من المدونين، إما أن تكون موضوعات أو أخبار، ثم يتم التعليق على هذه الأخبار من الجمهور ممن يدخلون للمساهمة في الكتابة حول القضية المطروحة في المدونة، وهذه الموضوعات ليس بالضرورة أن تكون سياسية، ولكن من الممكن أن تناقش وتطرح أي موضوع أو قضية”.

ويضيف أن هناك مدونات ومدونين يكتبون باللغة الانكليزية، والبعض الآخر من المدونين يكتب باللغة العربية، ويقول ان زياد الدعيج يعد من أوائل المدونين في الكويت واسم مدونته Kuwait unplugged.

ساحة الصفاة

ويؤكد أن مدونة ساحة الصفاة هي أول مدونة سياسية متخصصة في الشأن السياسي الكويتي، ويكتب فيها أربعة أشخاص هم: بوسالم، مبتدئ، جنديف، ورشيد الخطار وكلها أسماء مستعارة، وقد كانت أول موضوعات مدونة ساحة الصفاة يوم الجمعة 10 يناير 2005 بموضوع عن السلف، وبتعليقات وتغطيات عن حقوق المرأة السياسية.

ويقول المصدر إن المدونة تميزت بالتفاعل الكبير مع الأحداث السياسية والتفرد بالأخبار، وهي أول مدونة تبث خبر تولى د. أنس الرشيد وزارة الإعلام قبل صدور القرار بتوزيره.

والمدونة لها تعليقات على أحداث عالمية وليس قضايا محلية فقط، وتميزت بنقل اخبار أزمة الحكم التي جرت بالكويت، وكانت شريحة كبيرة من أبناء الشعب الكويتي تتابعها في هذه الفترة، وتميزت بمصداقية أخبارها، حتى أن أشخاصا في الأسرة الحاكمة كانوا يتابعون ما يحدث داخل الأسرة من خلال المدونة ذات الطابع والتوجه الليبرالي.

كما أن ساحة الصفاة تتميز بتحديثها للأخبار أولا بأول، ومما يجدر بالذكر أن المدونة تعرضت للحجب لمدة يوم واحد في تلك الفترة.

أهمية المدونات

ويضيف المصدر انه يمكننا قياس أهمية المدونة من خلال التعليقات التي تأتي عليها وردود الأفعال.

وكانت مدونة ساحة الصفاة واحدة من المدونات التي قادت حملة «نبيها 5» لإقرار الدوائر الخمس عبر تبنيها للحملة البرتقالية ونقلها لأخبار وتعليقات الناس، إلى أن تم إقرار القانون الجديد.

ورفعت المدونة شعار 5 لأجل الكويت ونبيها خمس، وقد كان للمدونة الفضل الأكبر في إحداث نقلة نوعية في طريقة تعاطي الناس مع قضية الدوائر.

فقد عملت المدونة على إرسال رسائل الكترونية، ورسائل على الهواتف النقالة للوزراء والنواب، لإثارة حسهم الوطني لعمل شيء لمصلحة إقرار الدوائر الخمس، واستخدمت تحميسهم للتصويت لمصلحة إقرار الدوائر الخمس.

وقامت المدونة بنشر أرقام هواتف النواب والوزراء ليقوم الجمهور بإرسال رسائل لهم، مما كان له صدى كبير، فيما كان المنعطف الكبير في هذه القضية يوم الجمعة 5 مايو 2006، عندما دعت المدونة الى تجمع حاشد أمام مجلس الوزراء، وكانت الدعوة وجهت قبلها بيومين للتظاهر أمام مجلس الوزراء، وكانت مدونة ساحة الصفاة هي الناطق الإعلامي لقضية الدوائر. ودعت مع مدونات أخرى للكثير من المهرجانات الخطابية كللت نجاحها بإقرار الدوائر، وكان لتلك المدونة وغيرها من المدونات الشبابية الفضل في إقرار الدوائر، وحتى الآن تقوم المدونة بطرح القضايا المهمة، إلا أن نشاطها قد قل بشكل ملحوظ عن السابق لتبرز بذلك مدونات أخرى استطاعت أيضاً أن تؤثر في الشارع السياسي.

وهناك مدونتان سياسيتان بجانب ساحة الصفاة بدأت في الآونة الأخيرة بأخذ حيز كبير من اهتمام المتابعين وهي مدونتي أم صدة التي يكتب فيها نيو وواصل، بالإضافة لمدونة بيت القرين الساخرة واللتان تعدان من أكبر المدونات السياسية في الكويت في الوقت الراهن إضافة لمدونات أخرى كمدونة «طاخ طيخ» لصاحبها «كله مطقوق».

تزايد المدونات

في الكويت

ويقول المصدر إن المدونات في الكويت تتزايد بشكل يومي ويوجد الآن ما بين 300 إلى 500 مدونة تتشعب ما بين السياسي والرياضي والفني والشخصي وغيره.

الحجب

ويوضح أنه من السذاجة حجب المدونات، لأن هناك طرقا مختلفة للالتفاف على طرق الحجب، ومن ثم فك هذا الحجب والدخول إلى الموقع المراد. ويضيف أن أهم ما يميز المدونة السياسية هو الخبر وليس التعليق، حيث انه يعطي التفوق على المدونات السياسية الأخرى.

back to top