Ad

المطلوب من جماهير الدول العربية والإسلامية كلها من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج التحرك الشعبي الفوري لجمع التبرعات من أجل تحريك القوافل باتجاه فلسطين وغزة إذا كنا مازلنا نؤمن فعلاً بأننا أمة واحدة ووطن عربي يأبى الضيم!

التقارير كلها الواردة من غزة تفيد أن القطاع بات أقرب ما يكون إلى «شِعْب أبي طالب» الذي حوصر على يد الكفار في عهد الدعوة النبوية، ولا فائدة من «التلطي» وراء الاختلافات بين حركتي «فتح» و«حماس» أو الاختلاف في التحليل السياسي للتخلي عن مسؤولياتنا كعرب ومسلمين وأحرار تجاه هذا الشعب العظيم الذي ينزف أمام أعيننا جميعاً ويعطي من أرواحه فداءً وقرباناً لاستمرار بقائنا كأمة تستحق الحياة!

المطلوب وبشكل عاجل لايقبل التردد ولا المناقشة ولا اجتماعات العرب ولا المسلمين في مدارات التجمع الإقليمي المعروفة أن يتقدم طيارون شرفاء للتطوع بإيصال الغذاء والدواء اللازمين إلى هذا الشعب المحاصر من أجل تحدي الاحتلال وإحراج الفصائل المتنازعة وإجبارها على الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن شعب «غزة هاشم» الذي ينزف جرحه مرتين؛ مرة دفاعاً عن الوطن.. وأخرى دفاعاً عن الوحدة الوطنية التي لا سبيل عن العودة إليها مهما كلف ذلك من ثمن!

المطلوب أن تتحرك قوافل من المتطوعين الفلسطينيين من الضفة الغربية متجهة إلى غزة لتتحدى قرار المحاصرة على جزء من شعبها لا ذنب له إلا أنه يرفض الخنوع والتبعية والإذلال وبذلك يتحدى الجزء الثاني من الوطن قرار الحصار الظالم للاحتلال ويحرج الفصائل كلها العاجزة عن إيجاد تسوية وطنية داخلية لمسألة الوحدة الوطنية!

المطلوب ان تتحرك قوافل الشعب المصري فوراً وهي محملة بالغذاء والدواء باتجاه غزة وأن تحطم المعابر المصطنعة والزائفة وغير الشرعية بين الشعبين وتقتحمها تضامناً مع «شِعب أبي طالب» المحاصر... إذا كنا عرباً احراراً فعلاً، ومسلمين ملتزمين بما نعلن!

المطلوب أن تعلن جماهير الأردن الشريفة تنظيم قوافل دعم لغزة تتحرك فوراً باتجاه الجسر لتثبت للعالم كله أن الأردن وفلسطين هما، فعلاً وعملاً، شعب واحد لا شعبين!

المطلوب من جماهير الدول العربية كلها من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج التحرك الشعبي الفوري لجمع التبرعات من أجل تحريك القوافل باتجاه فلسطين وغزة إذا كنا مازلنا نؤمن فعلاً بأننا أمة واحدة ووطن عربي يأبى الضيم!

المطلوب من الإيرانيين والأتراك والباكستانيين وسائر المسلمين أن يتحركوا فوراً بقوافل سيارة وطيارة لدعم غزة بالدواء والغذاء ويقرروا إنزال طائراتهم بالقاهرة وعمان ليضعوا الجميع أمام مسؤولياتهم! وبهذه الطريقة فقط نستأهل أن يكون لنا موقع بين الأمم ونضع العدو الصهيوني أمام الحائط والطريق المسدود ليظهر عجزه وضعفه وهوانه أمام أمة تستاهل الحياة والموقع اللائق لها بين أمم الأرض!

أي كلام أو بيانات او تصريحات استنكارية من هنا أو هناك لن تفيد أهل غزة بشيء ولن تثني هذا الوحش الإسرائيلي الكاسر عن الاستمرار في حملته القذرة والجبانة ضد أطفال غزة ونسائها وشيوخها!

إذا كان ثمة كلام عملي مطلوب الآن فهو من علمائنا والمتصدين للفتيا من أهل السنة والشيعة ليقولوا كلمتهم الفصل في وجوب الوقوف إلى جانب المحاصرين الغزاويين في «شِعب أبي طالب» الحالي تماماً كما فعل يوماً الفيلسوف والعلم الكبير آية الله مرتضى المطهري عندما قال في عدوان 1967: «إن أضلاع محمد بن عبدالله ترتجف لما يحصل لإخواننا الفلسطينيين الذين يمثلون حسين العصر على يد شمر العصر موشي ديان وأمثاله»! وإلا فليصمتوا عن الفتيا أبد الدهر!

فهل ثمة من غيرة أو حمية لا تزال بين ظهرانينا؟! اللهم فاشهد ... اللهم إني قد بلغت!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي- الإيراني