بعيداً عن الإنجازات السياسية والاقتصادية (الملموسة)، إذا كان هنالك انجازات (ملموسة) لمجلس التعاون الخليجي غير قوات درع الجزيرة، التي لم يتطور مشروعها حتى الآن ليصل إلى ما يصبو اليه انسان المنطقة، أقول بعيداً عن ذلك كله فإن أفضل ما توصل إليه المجلس ممثلا في أمانته (الامينة) هو قرار التنقل بالبطاقة المدنية بين دول الخليج رغم ما يعتريه من (خطل) لعدم تنفيذ بعض الدول الأعضاء لهذا القرار، فأصبح المواطن الخليجي مجبراً على اجتياز حدود بعض دول الخليج بالجواز ليشهر بعدها للبلد الآخر بطاقته المدنية، وهذا هو مكمن الخطل والخلل أيضاً، اقول إن (التنقل) والى حد الآن هو افضل قرار ملموس يعني المواطن العادي بالتحديد رغم الخطل المشار اليه، ثم يأتي بعده ونرجو ان يسير على خُطاه او خَطاه ان صح التعبير، قرار توحيد الضمان الاجتماعي او التقاعد على وجه الدقة بين دول الخليج بالنسبة الى مواطنيها الذين يعملون في غير بلادهم من دول الخليج الاخرى، وهذا القرار رغم انه مفرح ومبهج فإنني ارى انه هو الآخر قد جاء يخطل او يعرج منذ بدء تفعيله، وارجو ان ان اكون مخطتُ في فهمه، فهو لم يتناول بوضوح وضع العسكريين العاملين في غير بلدانهم من ابناء الخليج، لانه ركز كما جاء في تصريحات بعض المسؤولين على هذا الشأن سواء في الكويت، حيث بُدأ باستقبال المستفيدين من هذا الامر، وكذلك في المملكة كما جاء على لسان المسؤولين عن هذا الشأن أيضاً، قد ركز على المدنيين فقط ولم يتطرق الى العسكريين ولعل «بارقة الامل» في هذا الصدد هي ما جاء على لسان السفير السعودي لدى الكويت الدكتور عبدالله الفايز، الذي عُرف عنه تحقيق الانجازات العديدة في كل المواقع التي تسلمها، لما يتميز به من بُعد الرأي والرؤية، والذي جاء على لسانه رداً على احد اسئلة الزميل سعود الطياوي في المقابلة التي أجراها معه ونشرتها جريدة الحياة في العدد (16451) بتاريخ 9 أبريل، إذ قال مجيباً (فيما إذا كان هذا القرار يشمل السعوديين العاملين في وزارة الداخلية في الكويت) «بالتاكيد سيشملهم القرار»، ولكنه اردف «والامانة العامة في مجلس التعاون ادرى بهذا الأمر !!»، الامر الذي يجعلنا هنا نرجو الامانة اولاً ومن باب الامانة ثم نرجو الاخوة المسؤولين عن هذا الأمر ومن باب المسؤولية الا يغفلوا ابطالنا العسكريين والذين يعملون في غير بلادهم الأم، أي في بلادهم الثانية من دول الخليج لأنهم لا يستحقون التقاعد فحسب، بل التكريم الـلائق بحقهم فهم الذين يدافعون عن كرامة وامن الخليج إذا ما تعرض لاسمح الله لأي اعتداء، مثلما دافعوا صفاً واحدا واستبسلوا في حرب تحرير الكويت دون ان تفرق الطلقة (الصدامية) بين هذا وذاك، لذا فلتنصفوا اولئـك الابطال ولو بتقاعد فقط، لأن الرجال هم المال وهم الثروة الحقيقية للأوطان.
توابل - مزاج
لا تنسوا الأبطال
20-04-2008