هجرة العجيري إلى المريخ
ما مدى إمكان هجرة الإنسان إلى المريخ بعد قرن ونصف في ضوء قول العجيري: «إن الحياة على الأرض ستنتهي بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري أو الحرب العالمية النووية الثالثة حيث سينتهي الأكسجين والموارد الأساسية خصوصاً المياه العذبة بفعل الاحتباس الحراري»؟!
يعتبر الفلكي الدكتور صالح العجيري ظاهرة نادرة في عصرنا، فقد استمعت إليه وهو يتحدث في فضائية «إثراء» مساء يوم الجمعة 28 ديسمبر 2007، وكان حديثه شيقاً ومهماً، واقتطفت بعضاً مما قاله في ذلك الحديث، حيث قال: إن البشر على الأرض هم بالتجنيس وليسوا بالتأسيس، فهذه ليست أرضهم فقد كان الإنسان في الجنة، ونـزل إلى الأرض، وأن الأرض قبل ملايين السنين كانت موطناً للديناصورات التى انقرضت بفعل عوامل ملكية طبيعية، وإن البشر وجدوا على الأرض في المليون الأخير من عمرها، وإن الحياة على الأرض ستنتهي بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري، أو الحرب العالمية النووية الثالثة، حيث سينتهي الأكسجين والموارد الأساسية خصوصاً المياه العذبة بفعل الاحتباس الحراري. وبناء عليه تجري الاستعدادات في الدول المتقدمة إلى إيجاد وسائل نقل الإنسان إلى كوكب آخر فيه مقومات الحياة، وهذا الكوكب هو المريخ، ويضيف لقد تم اكتشاف الجليد على سطح المريخ، ويتوقع العلماء وجود مقومات الحياة على سطحه، لكن السفر إلى المريخ لن يكون قبل عام 2015، أما الهجرة الجماعية إليه فهي بعد نحو قرن ونصف القرن من الآن، ويؤكد الدكتور العجيري أن ذلك ليس خيالاً علمياً بل تجارب واكتشافات علمية، حتى الخيال العلمي قد أصبح حقيقة. لقد كان حديثه جاذباً ومثيراً ومخيفاً، وجلست ذلك المساء أفكر في مشكلة الاحتباس الحراري وكيف أن الإنسان يدمّر البيئة والحياة على الأرض، وأن ثمن الحضارة المعاصرة فناء الحياة على الكرة الأرضية، لكن على الرغم من أهمية ما قاله العالم الدكتور العجيري، فإن التاريخ قد علّمنا بحدوث متغيرات ليست في حساباتنا وتوقّعاتنا أو تنبؤاتنا تقلب وتغير الأحوال، فقد يحدث أن يسيطر الإنسان على ظاهرة الاحتباس الحراري في أن يستخدم العقلاء على الأرض الجانب الإيجابي من التطور العلمي لذلك، وقد يكون بمقدور البشر تفادي اندلاع حـرب عالمية نووية ثالثة، أو قد يفشل إمكان سفر الإنسان إلى المريخ أو ربما يتم اكتشاف كوكب آخر أقرب تتوافر فيه أسباب الحياة... إلخ.إلا أن ما ذكره الدكتور العجيري يدعونا إلى التأمل والتفكير بمصير الإنسان على الأرض من جهة، وقد يكون معرفة ذلك المصير حافزاً على تغيير تعاملنا مع الأرض والبيئة والحياة من جهة أخرى، وذلك لتجنب تدميرها ليس من أجل جيلنا الذي سيعيش رغم صعوبات الحياة وتلوثها وكثرة أمراضها، إنما التفكير في مصير الأجيال القادمة التي ستكون حياتها مستحيلة على هذا الكوكب على الأقل إلى الأمد الذي ذكره الدكتور العجيري، وهو قرن ونصف حتى تبدأ هجرة الإنسان إلى المريخ. لكن هل ظاهرة الاحتباس الحراري، أو وقوع حرب عالمية نووية ثالثة -لا سمح الله- ينتظران حتى ذلك الوقت البعيد؟! وهل تحقيق ذلك وإنقاذ الإنسان ممكن؟!قد تكون الحياة على المريخ أفضل مما هي على الأرض التى يدمر ويقتل فيها الإنسان أخاه الإنسان، فالحيوان المفترس يقتل عندما يجوع لكن الإنسان يقتل عندما يشبع، ولذلك غابة الحيوان أفضل من حياة غابة الإنسان، وإلى عالمنا الكبير الدكتور العجيري تحية وتقدير.