خدّامك يا بيه!

نشر في 17-02-2008
آخر تحديث 17-02-2008 | 00:00
No Image Caption
 سليمان الفليح ها أنتذا تنهض من النوم مصدوعاً بالكوابيس تفرك عينيك المتورمتين، اللتين لم تريا يوماً من الأيام أبعد من أنفك «الوارم»، الذي اعتدت أن «تشمخ» فيه على الشعوب الأخرى... ثم تنهض ببيجامتك، التي صنعها لك خادمك الياباني، ثم تتجه إلى المغسلة، التي صنعها لك خادمك الصيني، ثم تغسل وجهك بالصابون، الذي صنعه لك خادمك الفرنسي، وتنشفه بمنشفة صنعها لك خادمك الألماني، ثم تتجه إلى سفرة الطعام التي قام بإعدادها بقية الخدم من شعوب الأرض، وبعد أن تتناول الشاي، الذي زرعه لك خادمك السيلاني، وتتناول القهوة، التي زرعها لك خادمك البرازيلي، ثم ترتدي «بشتك»، الذي صنعه لك خادمك الانجليزي، وتنتعل حذاءك، الذي صنعه لك خادمك الايطالي، ثم تتجه بالطبع إلى حصانك الحديدي، الذي صنعه لك خادمك الأميركي، لتسير على الاسفلت الذي عبّده لك مجموعة من العمال من مختلف شعوب الأرض، ثم تدلف إلى المبنى الذي بناه لك خادمك الأفغاني، وتقتحم مكتبك الذي صنع طاولته خادمك الألماني، ثم تتناول التلفون، الذي صنعه لك خادمك السويدي، ثم تنظر إلى ساعتك التي صنعها لك خادمك السويسري، ويكون آنذاك قد انتصف النهار، وأنت لم تفعل شيئاً لبلادك الجميلة! ثم تروح تتحدث بالهاتف مع زوجتك المصون عن الغداء الذي زرع أرزه خادمك الهندي، وزرع «بطاطاه» خادمك البريطاني، وصنع معكرونته خادمك الايطالي، وشكّل «سلطته» بقية خدمك العالميين! ثم تذهب إلى البيت الذي بناه لك خادمك الباكستاني، وتتناول وجبتك الجاهزة التي تقدمها لك خادمتك الاندونيسية، ثم تستلقي بالطبع لتستمع لمقطوعة موسيقية ألفها لك خادمك الإسباني، ثم تتناول سيجارك الكوبي - المضر بالصحة - الذي صنعه لك خادمك الكوبي، ثم تطقطق قليلاً بجهازك الالكتروني الذي صنعه لك خادمك الأميركي... ثم تتجه بالطبع إلى «الشلة» لتشتم شعوب الأرض وترى أنك أفضل العالمين أيها المواطن العربي التعيس؟!
back to top