إسرائيل تواصل حربها على الفصائل الفلسطينية... ومصر تتهم طرفاً ثالثاً بـ «الإيقاع» بين «فتح» و«حماس»

كان أمس، يوما فلسطينيا هادئا نسبيا، لكن أحداثه تنذر بتصعيد ساخن في الأيام المقبلة، لاسيما ان اسرائيل واصلت قصفها بالمدفعية والطائرات موقعة عددا من القتلى والمصابين في صفوف الفلسطينيين، في حين اختطف مجهولون أحد مرافقي اسماعيل هنية وأذاقوه وجبات من التعذيب والتحقيق قبل ان يحلقوا له رأسه ويطلقوا سراحه، في وقت نفى فيه الراعي الأمني المصري في غزة أي اشتباكات بين «فتح» و «حماس» أمس الأول.

خطف مجهولون فجر أمس أحد مرافقي رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في مدينة غزة، وأخضعوه للتحقيق والتعذيب وحلقوا شعر رأسه، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية، فيما قال رئيس الوفد الأمني المصري في قطاع غزة اللواء برهان حماد إن هناك طرفاً ثالثاً ،لم يسمه، يدعو إلى الاقتتال الداخلي بين حماس وفتح ولا يربأ بالدماء الفلسطينية ويتوعد الشعب كله. ودعا حماد في تصريح له من غزة «قيادات حركتي فتح وحماس وكل المواطنين الفلسطينيين الشرفاء والقيادات السياسية والعسكرية من الطرفين،الى أن يتوخوا الدقة والحذر»، مستنكرا الشائعات التي ترددت أمس الأول حول نشوب اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركتي فتح وحماس في محيط معبر المنطار التجاري «كارني» شرق مدينة غزة، وهو النبأ الذي نقلته إحدى وكالات الأنباء عن مصدر فلسطيني ونفته حركة حماس في وقت لاحق. ووصف حماد هذه الشائعات بأنها «مغرضة وشيطانية».

يأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر امنية فلسطينية إن جنودا اسرائيليين قتلوا رجلا فلسطينيا فجر امس اثناء مداهمة للجيش في بلدة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، مؤكدة ان الجنود وصلوا إلى منزل يحيى جبري وهو في السبعين من العمر في الخليل قبل الفجر وأطلقوا النار عليه فور فتحه الباب لهم فقتلوه ثم اطلقوا النار على زوجته وأصابوها بجروح، وقالت المصادر ان الدورية الإسرائيلية جاءت الى منزل جبري بهدف اعتقال ابنه. من جهة اخرى، قال مصدر عسكري اسرائيلي ان الجنود فتحوا النار اثناء عملية للقبض على مسلحين فلسطينيين. موضحاً أن إطلاقاً للنار وقع «ردا على محاولة للهجوم على أحد الجنود»، وذكرت مصادر فلسطينية ايضا أن ناشطا من حركة حماس قتل وأصيب آخر في غارة نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية شرق جباليا شمال قطاع غزة صباح امس، في حين أصيب أكثر من عشرة فلسطينيين في قصف مدفعي اسرائيلي على منازل ومحال في منطقة جباليا في قطاع غزة.

وعلى صعيد المعتقلين من المسؤولين الفلسطينيين، حولت محكمة إسرائيلية ظهر امس نائبين في المجلس التشريعي الفلسطيني من حركة حماس وعددا من رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين الى الاعتقال الإداري. وقالت جمعية نفحة لحقوق الأسير والإنسان في بيان لها إن محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية حولت النائبين الشيخ حامد البيتاوي الى الاعتقال الإداري الأول أربعة أشهر والثاني ستة أشهر. واتهم النائب البيتاوي في قاعة المحكمة إسرائيل بارتكاب جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني من خلال اعتقال الوزراء والنواب ومسؤولي المؤسسات والمجالس المحلية واعتبره ظلماً مركباً وعنصرية. وقال البيتاوي بصوت مرتفع «الاحتلال إلى زوال» ، في حين حولت المحكمة الإسرائيلية الى الاعتقال الإداري أيضاً عدداً من المسؤولين المحليين.

الى ذلك، رأت المفوضة العليا لحقوق الانسان لويز اربور ان الفلسطينيين عانوا خلال اربعين عاما من الاحتلال الاسرائيلي من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان التي يجب ان تكون في صلب اي تسوية دائمة بين الجانبين. وقالت رئيسة المفوضية التابعة للامم المتحدة ان الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة منذ حرب يونيو 1967 ادى الى اشكال عديدة وخطيرة من انتهاكات حقوق الانسان حيال الشعب الفلسطيني وعلى رأسها واهمها الحق في تقرير المصير،

من جهة اخرى، أفاد مصدر حدودي مصري ان السلطات الإسرائيلية اعادت امس تشغيل معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بعد إغلاقه أربعة أيام. وقال مسؤول مصري لـ «يونايتد برس انترناشونال» ان السلطات الإسرائيلية ستقوم بفتح معبر رفح لمئات الفلسطينيين للعبور في الاتجاهين، في حين ابلغت اسرائيل المسؤولين المصريين بأنها ستقوم بإغلاق المعبر ثانية مساء اليوم